[وهـــج]

(من السوق) العيار الثقيل

خالد العبدالعزيز
لا يوجد ما يخيف من السوق مادام أن اساسياتها تؤخذ في الحسبان، وبغير ذلك فإن المتعامل يخيف ذاته من رعونة تصرفاته، وفقاً لقراراته الميالة إلى العاطفة وإلى المجازفة.
والعيار الثقيل الذي أطلقته السوق في تحييدها لأسهم المضاربات، كان له أثره على المتعاملين، حيث استيقظ بعض منهم على اختيار اتجاهه قبل أن يقع في الفخ، ولم يسعف الوقت بعضهم الآخر للنجاة من هبوطها بالنسب القصوى أو مادون تلك النسب.
وحين حيدت السوق أسهم المضاربات، فإنها فعلت ذلك بعد أن كانت قد رمت باشاراتها لكل متعامل استطاع أن يستفيد من مؤشرات الخروج منها، بذات الدقة التي رمت بها من قبل بمؤشرات الدخول بها، في وقت كان مناسبا لذلك ومن دون وجل.
وجني الأرباح الذي طال أسهما توالى ارتفاعها في فترة مضت، هو أبرز ماتخلل تعاملات الأمس، وأيضا تعاملات نهاية الاسبوع المنصرم، وربما سيتخلل تعاملات اليوم، وتلك عوامل صحية مشجعة للسوق، أكثر من أن تكون محبطة لها.
وتحين المتعاملين التقاط فرص الشراء في الشركات ذات العوائد التي لم تنل حقها من التحسن، أو التي يتوقع لها نموا في أرباحها، هو ما كان طاغيا على أداء السوق، ومن الممكن أن يحدث ذلك التوجه أثره على المؤشر العام، حيث تبرز القراءة الأولية سعي السوق في توجهها لبناء دعم متين لمستوى 13 ألف نقطة، ولن يتم ذلك الا عبر الاسهم الأكثر تأثيرا.
وفي هذا الوقت الذي يكثف فيه المتعاملون من تقويم الاسهم التي تقف على مكررات ربحية مرضية، أو مغرية، فان اعلانات المراكز المالية للربع الثاني هي المحفز المهم للاقبال على تلك الأسهم، لارتباطه باستفادة عدد من تلك الشركات من نمو متوقع في أرباح الربع الثاني.
ومن يتجاهل تلك الحقائق فانه سيقع، وعيب من وقعوا في شراك مانصب لهم، أنهم لم يستفيدوا من تجارب الماضي، وانساقوا جماعات خلف حمى المضاربات، والارتفاعات الكبيرة لأسهم تقف على مكررات ربحية متضخمة ومبالغ فيها، بل لاتستحق أن تشترى وهي على وضعها الحالي.
وأكرر بأن السوق لا زالت تفتقد إلى طرق التعامل الصحيحة من قبل شريحة غير قليلة من متعامليها، وتفتقد أيضا إلى الاستثمار وفقاً لأساسياتها في ظل غياب الثقافة الاستثمارية لديهم، وضعف وعيهم وسهولة الايقاع بهم.