عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-2010, 09:13 PM   #5
nermine
مشرفة منتدى الأعمال
الصورة الرمزية nermine

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

nermine غير متصل

nermine is on a distinguished road
افتراضي رد: من أجمل المقالآت ..

للحروف لسان

الإلحاف

سعد عطية الغامدي
لا تكاد تنقضي صلاة في مسجد من المساجد إلا ويقف في الصف الأول شخص، وفي بعض الأحيان أكثر من شخص، خطيبا يعرض مسألته وعادة ما تنتهي هذه الخطبة ببكاء مرير.
لو أجريت دراسة إحصائية لوجدت أن الحالات المعروضة في هذه الخطب هي الحالة نفسها، ولو بحثت لوجدت أن أغلب الأشخاص تتشابه الأساليب التي يستخدمونها وكأنهم خريجو المدرسة نفسها.
تخرج من الصلاة لتجد هناك حالات أخرى لكنها صامتة وربما تتكلم بأصوات منخفضة وعلى الشاكلة نفسها من التشابه في السحنات والكلمات.
أما عند الإشارات المرورية أو في مواقف السيارات أو المقاهي فالحال تختلف لأن مجال التواصل مفتوح بين طرفين متحدث ومستمع، مما يتيح التوسع في تلوين الظروف، كما يكون هناك استعراض للإعاقات الجسدية المختلفة رغبة في الحصول على المزيد من العطف.
هذا كله يلاحقك أينما اتجهت وهناك إدارات ومسؤولون وسياسات لمكافحة التسول وإن كانت تتقاذف المسؤولية بينها، وقد تذرع مدينة مثل «اسطنبول» التي يقطنها من السكان ما يكاد يناهز عدد سكان المملكة فلا تجد واحدا من مثل هؤلاء لا في مساجدها ولا عند إشاراتها المرورية ولا في مطاعمها أو مقاهيها.
وقد تنجح بعد تعب في الوصول إلى أسرة تعاني أضعاف ما يدعيه هؤلاء الملحفون ولكنها تتعفف إلى الدرجة التي تجبرك على أن تلح في تقديم المساعدة حتى ترى أنها هي اليد العليا.
ربما أفلحنا في توطين ثقافة التسول وتسهيلها، بل أصبحنا مركزا لها إلى الدرجة التي يصعب علينا فيها أن نكافحها، خاصة أنها أنتجت جرائم كبيرة تحت إلحافها من تجارة بشر إلى بتر أطراف وما يدريك عن تمويل الإرهاب
.






رد مع اقتباس