Header

 


تبرع لدعم المنتدى

ممنوع منعاً باتاً وضع صور النساء في المواضيع و التواقيع , أو نشر فيديوهات او صور فضائح

 سيتم حذف أي موضوع أو توقيع يشمل ذلك .

العودة   منتــدى الأعمـــال > المنتديات العامة > إستراحة المنتدى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-2008, 05:58 PM   #1
صدا الايام

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

صدا الايام غير متصل

صدا الايام is on a distinguished road
افتراضي تذكرت ذالك ألأعمى المتسول , الذي أضحكت عليه الناس !!!.


بسم الله الرحمن الرحيم .

لم أكن قد تجاوزت الثلاثين حين أنجَبَت زوجتي أول أبنائي ، ما زلت أذكر تلك الليلة ، كنت سهراناً مع الشلة في أحد الإستراحات ، كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ , بل بالغيبة والتعليقات الساخرة ...كنت أنا الذي أتولّى في الغالب إضحاكهم , عن طريق تقليد الآخرين وغيبتهم ... أذكر أني ليلتها أضحكتهم كثيراً .. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد ، بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه ، كنت أسخر من هذا وذاك ، لم يسلم أحد مني وصار بعض الزملاء يتجنبني كي يسلم من لساني وتعليقاتي اللاذعة.

أذكر أنّي تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسول في السوق ، وصل بي البطر والغرور أني وضعت قدمي أمامه ، فتعثر وسقط وانطلقت ضحكتي التي دوَّت في السوق, ونهض يتلفت لايدري مايقول ,[بل ينتظر من يواسيه .
عُدّتُ إلى بيتي متأخراً ، وجدت زوجتي في انتظاري .. قالت بصوت متحسّر, راشد أين كنت ؟ قلت لها ساخرا : كنت في المرّيخ , أين كنت ؟ طبعا مع أصحابي , كان الإعياء ظاهرا عليها !!! كانت في حالة يرثى لها ، قالت والعبرة تخنقها : أنا تعبة جداً ياراشد .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكاً .

سقطت دمعة صامته على خدها ، أحسست أني أهملت زوجتي ، كان المفروض أن أهتم بها وأقلل من سهراتي خاصة أنها في شهرها التاسع ، قاست الآلام . . . أخذتها للمستشفى بسرعة , دخلت غرفة الولادة .. ولأنها الولادة ألأولى , كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر .. تعسّرت ولادتها المسكينة .. اعطيتهم رقم هاتفي وذهبت إلى البيت .
بعد ساعة .. إتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم , ذهبت إلى المستشفى , دخلت سألت عنها وعن غرفتها !! ولكنهم طلبوا مني مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي .
صرخت بهم : أيّ طبيبة ؟! أريد أن أرى إبني سالم ! أين هو ؟.
قالوا : راجع الطبيبة أولا . . .
دخلت على الطبيبة و كلمتني عن المصائب , والرضى بالقدر , وأخبرتني أن سالم وأمّه بخيرولكن ولدك به تشوه شديد في عينيه ... ويبدوا أنه فاقد البصر!!!
خفضت رأسي وأنا أدافع عبراتي .. تذكرت ذاك المتسول ألأعمى ، الذي دفعته في السوق , وأضحكت عليه الناس , سبحان الله ، كما تدين تدان !!! بقيت شاردا قليلا ... لا أدري ما أقول , تذكرت زوجتي وولدي .. شكرت الطبيبة على تلطفها ومضيت لأراهما.. لم تحزن زوجتي .. كانت مؤمنة بقضاء الله .. راضية بما وهبنا الله ...طالما نصحتني وطلبت مني أن أكف الإستهزاء بالناس , وتقليد الآخرين ، كلا هي لا تسميه تقليداً بل غيبة ، ومعها كل الحق .
خرجنا من المستشفى , وخرج سالم معنا , في الحقيقة لم أكن أهتم به كثيراً ، اعتبرته غير موجود في المنزل ، حين يشتد بكاءه أهرب إلى الصالة لأنام فيها .. كانت زوجتي تهتم به وتحبه كثيراً .. أنا لا أكرهه لكن لم أستطع أن أحبه ، كبر سالم , قارب عمره سنة , أقامت زوجتي احتفالاً حين خطا خطواته الأولى ، وحين أكمل الثانية اكتشفنا أنه أعرج ، أصبح ثقيلا على نفسي أكثر ... كلما زدت ابتعاداً عنه ازدادت زوجتي حباً واهتماماً بسالم حتى بعد أن أنجبت عمر وخالد .
مرَّت السنوات , وكبر سالم , وكبرأخواه , كنت لاأحب الجلوس في البيت .. كنت لاهٍ وغافل ، غرّتني الدنيا وما فيها ، كنت كاللعبة في يد رفقة السوء مع أني كنت أظن أني من يلعب عليهم .. لم تيأس زوجتي من إصلاحي ، كانت تدعو لي دائماً بالهداية ، لم تغضب من تصرفاتي الطائشة , لكنها كانت تحزن إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بأخويه .. كبر سالم ، وكبر معه همّي , ولم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحد المدارس الخاصة بالمعاقين .. لم أكن أحس بمرور السنوات .. أيامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر ، حتى كان ذلك اليوم .. يوم جمعة ، استيقظت الساعة الحادية
عشرة قبل الظهر ، ما يزال الوقت باكراً لكن لا يهم , كنت مدعوا إلى وليمة ، أخذت دشاً سريعاً ، لبست وتعطرت وهممت بالخروج .. استوقفني منظرسالم ، كان يبكي بحرقة ، إنها المرة الأولى التي أرى فيها سالم يبكي منذ كان طفلاً .. مضت عشر سنوات من عمر اللهو .. لم ألتفت إليه , حاولت أن أتجاهله .. أشفقت عليه رقّ له فلبي لأول مرة , كنت أسمع صوته يتادي أمّه وأنا في غرفتي .. إقتربت منه .
قلت له سالم ! لماذا تبكي ؟. حين سمع صوتي توقف ، ولما شعر بقربي منه بدأ يتحسس ما حوله بيديه الصغيرتين ، ما بِه يا ترى؟ واكتشفت أن ابني يهرب مني ، وهو يقول الآن أحسست بي .. أين كنت منذ عشر سنوات؟ تَبِعتُه .. كان قد دخل غرفته ، رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه ، وحاولت التلطف معه ، بدأ يبين لي سبب بكائه .. وأنا أستمع إليه .تأخر عليه شقيقه عمر الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد ، اليوم الجمعة خاف ألا يجد مكاناً في الصف الأول، نادى عمر ! ونادى والدته لكن لا مجيب ، فبكى .. بدأت الدموع تتسرّب من عينيه المكفوفتين ’ لم أستطع أن أتحمل بقية بكائه , حينها وضعت يدي على فمه الصغير ... وقلت له : ألهذا تبكي ياسالم ؟ !!
قال نعم . " نسيت أصحابي , ونسيت الوليمة " وقلت ، سالم لا تحزن .. هل تعلم من سيرافقك اليوم إلى المسجد؟ أجاب : أكيد عمر ، لكنه يتأخر دائما ! قلت له لا يا سالم أنا من سيرافقك ! استغرب سالم ولم يصدّق ، ظن أني أسخر منه ، إستعبر ثم عاد الى بكائه ، مسحت دموعه بيدي وأمسكت بيده ، أردت أن أوصله بالسيارة .. رفض قائلاً : أبي المسجد قريب ، أريد أن أخطو إلى المسجد ’ إيوالله قال لي ذالك .
لا أذكر متى آخر مرة دخلت فيها المسجد ولا أذكر آخر سجدة سجدتها .. لكنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والندم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية .. مع أن المسجد كان مليئاً بالمصلين إلا أني وجدت لسالم مكاناً في الصف الأول .. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصليت بجانبه .. بعد انتهاء الصلاة طلب مني سالم مصحفاً .. استغربت كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه هذا ما تردد في نفسي ولم أصرّح به خوفاً من جرح مشاعره .. ناولته المصحف طلب مني أن أفتح له المصحف على سورة الكهف ، نفّذت ما طلب ، وضع المصحف أمامه وبدأ في قراءة السورة ، يا الله .. إنه يحفظ سورة الكهف كاملة وعن ظهر قلب !!
خجلت من نفسي ، أمسكت مصحفاً ، أحسست برعشة في أوصالي ، قرأت وقرأت ودعوت الله أن يغفر لي ويهديني ..لم أستطع الإحتمال فبدأت أبكي كالأطفال هذه المرة أنا من بكى حزناً وندماً على ما فرّطت ،حاولت أن أكتم بكائي.. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق.. ولم أشعر إلا بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح دموعي إنها يد سالم..ضممته إلى صدري ، نظرت إليه قلت في نفسي.. لست أنت الأعمى بل أنا الأعمىحين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار..
عدنا إلى المنزل .. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم ، لكن قلقها تحول لدموع حين علمت أني صليت الجمعة مع سالم ، من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد، هجرت رفقاء السوء وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد .. ذقت طعم الإيمان معهم وعرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا .. لم أفوّت حلقة ذكر أو قيام .. ختمت القرآن عدة مرات في شهر ، رطّبت لساني بالذكر لعل الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من الناس .. أحسست أني أكثر قرباً من أسرتي ، اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي ، الإبتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم ، من يراه يظنه ملك الدنيا وما فيها .. حمدت الله كثيراً على نعمه..

ذات يوم قرر أصحابي الصالحون أن يتوجهوا إلى أحد المناطق البعيدة للدعوة ، ترددت في الذهاب ، استخرت الله واستشرت زوجتي ، توقعت أن ترفض لكن حدث العكس .. فرحت كثيراً بل شجعتني .. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقا وفجورا، وحين أخبرت سالم عزمي على الذهاب ، أحاط جسمي بذراعيه الصغيرتين مودعاً ، ووالله لو كان طويل القامة مثلي لما توانى عن تقبيل رأسي .. بعدها توكلت على الله وقدّمت طلب إجازة مفتوحة بدون راتب من عملي ، والحمد لله جاءت الموافقة بأسرع مما تصوّرت .. تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف ، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي .. اشتقت لهم كثيراً .. كما اشتقت لسالم ، تمنيت سماع صوته ، هو الوحيد الذي لم يحدثني منذ سافرت .. إما أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم .. كلما أحدث زوجتي أطلب منها أن تبلَّغه سلامي وتُقَبّله ، كانت تضحك حين تسمعني أقول هذا الكلام ، إلا آخر مرة هاتفتها فيها .. لم أسمع ضحكتها المتوقعة ، تغيّر صوتها ،قلت لها أبلغي سلامي لسالم فقالت لي إن شاء الله وسكتت ..
أخيراً عدت إلى المنزل ، طرقت الباب ، تمنّيت أن يفتح سالم الباب .. لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره .. حملته بين ذراعي وهو يصيح .. بابا .. بابا .. انقبض صدري حين دخلت البيت ، استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..
سعدت زوجتي بقدومي لكن هناك شيء قد تغيّر فيها ،كأنها تتصنع الفرح.. تأملتها جيداً ، إنها نظرات الحزن التي ما كانت تُفارقها .. سألتها ما بكِ؟ لا شيء .. لا شيء .. هكذا ردّت .. فجأة تذكّرت من نسيته للحظات ، قلت لها أين سالم؟ خفضت رأسها ولم تجب ، سقطت دمعات على خديها صرخت بها سالم! أين سالم؟ لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته : بابا.. ثالم لاح الجنة عند الله !!
لم تتمالك زوجتي الموقف وأجهشت بالبكاء وخرجت من الغرفة .. عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين ، فأخذته زوجتي إلى المستشفى ، لازمته يومين ولم تفارقه الحمى حتى فارقت روحه جسده .. أحسست أن ما حدث ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى .. أجل إنه اختبار وأيّ اختبار؟ صبرت على مصابي وحمدت الله الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه .. ما زلت أحس بيده تمسح دموعي وذراعه تحيطني .. كم حزنت على سالم الأعمى الأعرج ، لم يكن أعمى ، أنا من كنت أعمى حين انسقت وراء رفقة سوء ، ولم يكن أعرج لأنه استطاع أن يسلك طريق الإيمان رغم كل شيء .. سالم الذي امتنعت يوماً عن حبّه ، اكتشفت أني أحبه أكثر من إخوته ، بكيت كثيراً كثيراً ومازلت حزيناً .. كيف لا أحزن وقد كانت هدايتي على يديه؟





م ن ق و ل .






تستطيع أن تنشر الموضوع قي حسابك على  الفيس بوك وتويتر

التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-04-2008, 08:34 PM   #2
بيادر الحب
المراقب العــام
الصورة الرمزية بيادر الحب

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

بيادر الحب غير متصل

بيادر الحب تم تعطيل التقييم
افتراضي رد: تذكرت ذالك ألأعمى المتسول , الذي أضحكت عليه الناس !!!.

قصة مؤثرة جداً ,,


بارك الله فيك يا أخي على هذا النقل المفيد ..



::






التوقيع

.
.
.




ليس الوجع في أيام الفقد الأولى ، بل حين تأتي الأيام السعيدة
فتجد أنّ من يستطيع مشاركتك فرحتك بشكل أكبر و أعمق قد رحل ..!!










.
.

رد مع اقتباس
قديم 06-04-2008, 11:03 PM   #3
AZIZ
الصورة الرمزية AZIZ

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

AZIZ غير متصل

AZIZ is on a distinguished road
افتراضي رد: تذكرت ذالك ألأعمى المتسول , الذي أضحكت عليه الناس !!!.

جزاك الله خير على النقل المميز...وهذه القصه ذكرها الشيخ خالد الراشد في احد اشرطته ويقال انها قصة توبته هو شخصياً والله اعلم .






التوقيع

انا صحرا الجفاف اللي تمنت في ظماها ماك حرام انك مطر عمري وانا في دنيتك ظامي
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2008, 11:27 AM   #4
t-a-r-e-q

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

t-a-r-e-q غير متصل

t-a-r-e-q is on a distinguished road
افتراضي رد: تذكرت ذالك ألأعمى المتسول , الذي أضحكت عليه الناس !!!.

جزاااااااااااااااااااك اللة عنا كل خير0






رد مع اقتباس
قديم 03-06-2008, 08:59 PM   #5
صدا الايام

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

صدا الايام غير متصل

صدا الايام is on a distinguished road
افتراضي رد: تذكرت ذالك ألأعمى المتسول , الذي أضحكت عليه الناس !!!.

وجزاكم الله كل خيروبارك المولى فيكم اللهم امين






التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 
   ابحث في المنتدى برعاية Google
واحصل على نتائج افضل    
Search with Google
أدخل العبارة التي تبحث عنها
 
 

ط³ظٹط§ط³ط© ط§ظ„ط®طµظˆطµظٹط© / Privacy-Policy

سياسة الخصوصية / Privacy-Policy جميع الحقوق محفوظة لمنتدى الأعمال

الساعة الآن 05:05 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Protected by Mt.AtSh

أنواع التأمين insurance management services http://www.insurance-2.com/
روائع تستحق المشاهدة misc wonders , news http://misc-wonders.blogspot.com/
الربح من الانترنت how to make money online http://moneyrood.blogspot.com/
أغاني للأطفال kids and songs http://kidsandsongs.blogspot.com/
كتاب كيف تصبح مليونير من الانترنت graphic design http://gfxnew.net/go/
بال ديزاين للتصميم والاستصافة hosting and web design http://paldesign.net/