ممنوع منعاً باتاً وضع صور النساء في المواضيع و التواقيع , أو نشر فيديوهات او صور فضائح
سيتم حذف أي موضوع أو توقيع يشمل ذلك .
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-06-2009, 12:27 PM | #11 | |
المراقب العــام
|
رد: [ أنت لي ] رواية جميلة للكاتبة / تمرحنا
الجزء الثامن والعشرون ..
" تتزوجيني ؟؟ " أروى حملقت بي لبرهة ، ثم ابتسمت و نظرت إلى الأرض بخجل ! العرق صار يتصبب مني و ملابسي تحترق من حرارة جسدي.. أما لساني فانعقد تماما ! أي جنون هذا ؟؟ ظللنا واقفين فترة هكذا ، أنا لا أجرؤ على قول شيء و لا الانصراف ، و هي لا ترفع عينيها عن الأرض... نفحات الهواء الباردة أخذت تصافح جسدي و تطفئ اشتعاله.. و هبّت على الوشاح الذي تلفه أروى حول رأسها فتطايرت أطرافه.. كاشفة عن خصلات ذهبية ملساء انطلقت تتراقص مع النسيم .. غضضتُ بصري بسرعة ، و استدرت جانبا و قلت : " أنا آسف " " لم ؟؟ " قالتها بتعجب ، فكساني تعجبها تعجبا ! أعدت النظر نحوها فوجدتها واقفة في مكانها و قد ضبطت الوشاح حول رأسها بإحكام... و لا تزال تبتسم بخجل ! تشجعت حينها و قلت : " ألا تمانعين من الزواج من رجل مثلي ؟ " قالت دون أن تنظر إلي : " مثلك .. يعني ماذا ؟؟ " قلت : " فقير.. مشرد.. خريج سجون.. عاطل ! " قالت : " لكنك .. رجل نبيل يا وليد " ثم ألقت علي ّ نظرة خجولة ... و انصرفت مسرعة ! في صباح اليوم التالي ، كنا أنا و العم إلياس ننظم أغصان بعض الأشجار...و كان الموضوع يلعب برأسي منذ الأمس... و كنت أحاول التقاط أي خيط من الكلام لفتحه أمام العجوز .. و ربما هو لاحظ ارتباكي إلا أنه لم يعلّق.. قلت : " أليس لديكم أقارب آخرون يا عمي ؟ " قال : " هنا ؟ لا يوجد . إنني و أختي كما تعلم من خارج البلدة و لا أهل لنا هنا . نديم رحمه الله كان يقطن المدينة الساحلية هو و عائلته قبل استقراره هنا في هذه المدينة قبل زمن طويل .. و هو الآخر لم يكن لديه أقارب كثر " و المدينة الساحلية هي مدينتي الأم قلت : " و ماذا عنك ؟ ألم يكن لديك زوجة و أبناء ؟ " قال : " زوجة رحمها الله. لم أرزق الأبناء بقضاء من الله. الحمد لله " ثم أضاف : " لذلك أحب ابنة أختي حبا جما .. و أسأل الله أن يرزقها زوجا صالحا أطمئن إلى تركها معه بعد فنائي " قلت بسرعة : " أطال الله في عمرك عمّاه " قال : " فقط إلى أن أزوّجها و أرتاح " و غمز إلي بنظرة ذات معنى ! احمر وجهي خجلا.. فصمت ، أما هو.. فنظر بعيدا مفكرا و قال : " أنا قلق عليها و على مستقبلها .. إنها فتاة بلا سند.. أريد أن أزوجها بسرعة لرجل جدير بالثقة.. أأتمنه عليها.. " و نظر نحوي.... يقصدني ! قلت متلعثما : " أأ أحقا لا تمانع من زواجها من.. من .. " أتم العم الجملة : " منك يا وليد ؟ مطلقا.. فأنت رجل خلوق و مهذّب . بارك الله فيك " قلت مترددا : " لكنني .. كما تعرف " قاطعني : " لا يهم ، فهاهي المزرعة أمامك اعمل بها عملا شريفا نظيفا و إن كان بسيطا.. و إن كنت تود العمل في مكان آخر فاسع يا بني و الله يرزقك " طمأنني قوله كثيرا .. تماما كما كانت كلمات نديم رحمه الله تبعث في نفسي الطمأنينة في سني السجن ... قلت أخيرا : " لكنني.. خرجت من السجن " قال : " نديم كان في السجن أيضا ، و لم أر في حياتي من هو أشرف منه و لا أحسن خلقا " ابتسمت .. للتقدير و الاحترام اللذين يكنهما هذا الرجل لي.. و اللذين رفعا من معنوياتي المحطمة بعد كلمات دانة الجارحة ... العم ابتسم أيضا و قال و هو يصافح يدي : " أ نقول على بركة الله ؟؟ " ~ ~ ~ ~ ~ ~ " ماذا عنّي أنا ؟؟ تتركيني وحدي ؟؟ " سألتُ دانة التي تقف أمام المرآة تجرّب ارتداء فستان السهرة الجديد ، الذي اشترته لارتدائه في الحفلة البسيطة ... يوم الغد لم تكن تعيريني أي اهتمام.. و خلال الأيام الماضية عوملت معاملة جافة من قبلها و قبل سامر .. بتهمة الخيانة ! " دانة أحدّثك ! ألا تسمعين ؟؟ " " ماذا تريدين يا رغد ؟ " " لا أريد البقاء وحدي هنا " " سامر معك " قلت باستياء : " لا أريد البقاء مع سامر بمفردنا " الآن التفتت إلي و قالت : " إنه خطيبك .. فإن كنت لا تثقين به فهذه مشكلتك ! " شعرت بضعف شديد و قلة حيلة .. فوليد ، الشخص الذي كان يقف إلى جانبي و يتولى الدفاع عني قد اختفى.. و لابد لي من الرضوخ لقدري أخيرا... خرجت من غرفتها و ذهبت إلى غرفتي، و من هناك اتصلت بوالدي ّ و طلبت منهما أن يعودا بأي وسيلة.. لأنني وحيدة و تعيسة جدا.. و يا ليتني لم أفعل ... بعد ذلك ، جاء سامر إلى غرفتي يحمل علبة هدّية ما ... كان يبتسم .. اقترب مني و حاول التحدث معي بلطف و كرر الاعتذار عما بدر منه تلك الليلة ، إلا أنني صددته بجفاء. " وفر هداياك يا سامر .. فأنا لن أقتنع بفكرة الزواج بهذا الشكل مطلقا.." غضب سامر و تحوّل لطفه إلى خشونة و نعومة حديثه إلى قسوة.. قال : " حين يعود والداي سيتم كل شيء " قلت : " حين يعود والداي سينتهي كل شيء " سامر فقد السيطرة على أعصابه و زمجر بعنف : " كل هذا من أجل وليد ؟؟ " ونظرت إليه نظرة تحد ٍ لم يستطع تجاهلها.. أطبق علي بقسوة و قال : " و إن تخليت ِ عني ، لن أسمح له بأخذك مطلقا .. أتفهمين ؟؟ " " بل سأطلب منه أن يأتي لأخذي فأنا لن أعيش معك بمفردي " " رغد لا تثيري جنوني.. لا تجعليني أؤذيك .. إنني أحبك .. أتفهمين معنى أحبك ؟ " هتفت : " لكني أحب وليد .. ألم تفهم بعد ؟؟ " سامر دفع بي نحو السرير ، و تناول علبة الهدية و رطمها بالجدار بقوة ... قال : " ماذا تحبين فيه ؟ أخبريني ؟؟ ماذا رأيت منه جعل رأسك يدور هكذا ؟؟ " ثم أقبل نحوي و هزني بعنف و هو يقول : " أ تحبّين رجلا قاتلا ؟ مجرما ؟ سفاحا ؟؟ " صرخت بفزع : " ما الذي تقوله ؟؟ " قال مندفعا : " ألا تعلمين ؟؟ إنها الحقيقة أيتها المغفلة .. كنت ِ تظنين أنه سافر ليدرس في الخارج ..طوال تلك السنين .. أتعلمين أين كان وقتها ؟؟ أتعلمين ؟؟ " كان الشرر يتطاير من عيني سامر .. المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها عينيه بهذا الشكل ... أصابني الروع من نظراته و كلماته .. أتم جملته : " لقد كان في السجن " صعقت ، و لم أصدّق ... هززت رأسي تكذيبا ، إلا أن سامر هزني و قال بحدة : " نعم في السجن .. ثمان سنوات قضاها مرميا في السجن مع المجرمين و القتلة.. ألا تصدقين ؟ اسألي والدي ّ .. أو اسأليه هو.. في السجن يا رغد.. السجن.. و قد أخفينا الأمر عنكما أنت و دانة لصغر سنكما " صرخت غير مصدقة .. " كلا .. كلا .. أنت تكذب ! " قال بحدّة : " تأكدّي بنفسك.. و لسوف تندمين على صرف مشاعرك على قاتل متوحّش " دفعت سامر بعيدا عني و ركضت مسرعة نحو غرفة دانة ، التي كانت لا تزال أمام المرآة ... " دانة " هتفت بقوة أجبرتها على الالتفات إلي بشيء من الدهشة و الخوف ... قلت : " وليد .. وليد... " فزعت دانة ، قالت : " ما به ؟؟" قلت : " كان في السجن ؟؟ " دانة تحملق بي في دهشة و عدم استيعاب .. صرخت ُ : " وليد كان في السجن ؟؟ أخبريني ؟؟ " ظهر سامر من خلفي فنظرت إليه دانة قال : " أخبريها فهي لا تصدقني " دانة جالت ببصرها بيننا ثم قالت : " أجل... لثمان سنين .. " صرخت : " لا ! " قالت : " بلى ، و بجريمة قتل " " مستحيل ! " لم أشأ أن أسمع .. أن أفهم .. أن أصدق .. أن أدرك .. دارت بي الدنيا و تراقصت الأرض و تمايلت الجدران.. و أظلمت الأنوار.. و لم أشعر بنفسي إلا و سامر يمسكني بسرعة و يجلسني أرضا ... بدأت الأنوار تضاء.. و بدأت أسمع نداءاتهما و أرى أعينهما القلقة حولي.. و أحس بأيديهما الممسكة بي ... " رغد حبيبتي تماسكي " " رغد ماذا جرى لك ؟؟ " " ابقي مسترخية " " اسم الله يحفظك " حينما وعيت تماما وجدت نفسي ممدة على الأرضة و رأسي في حضن سامر و يدي بين يدي دانة ... و كنت أشعر ببلل الدموع الجارية على وجنتي... قال سامر : " أ أنت بخير ؟ " أغمضت عيني بمرارة و تركت المجال لدموعي لتتدفق كيفما شاءت... قالت دانة : " رغد ... " فتحت عيني و حاولت أن أتكلم، و عجزت إلا عن إصدار أنات متلاحقة... لا معنى لها و لا تفسير.. ساعدني الاثنان على النهوض و التوجه إلى غرفتي حيث استلقيت على سريري.. و جلس الاثنان قربي.. سامر يمسح على رأسي و دانة تشد على يدي... قالت : " لا بأس عليك.. كانت صدمة بالنسبة لي أنا أيضا " تحشرج صوتي في حنجرتي ثم انطلق ناطقا : " لماذا أخفيتم عني ؟؟ " دانة نظرت إلى سامر.. كأنها تنقل السؤال إليه.. نظرت إلى سامر فرأيت وجهه متجهما حزينا... " لماذا ؟ " سامر حار في أمره .. و بعثر أنظاره فيما حولي ثم قال : " كنتما صغيرتين .. ثم .. لم نشأ تقليب المواجع بعد خروجه .. " " لا أصدق .. لا أصدٌق.. لا يمكن.. " و انفجرت في بكاء أبكى دانة.. و كاد يبكي سامر أيضا.. قلت مخاطبة دانة : " لماذا فعل ذلك ؟؟ " و أيضا أحالت السؤال إلى سامر .. قلت مخاطبة سامر : " لماذا ؟؟ " هذه المرّة سامر دقق النظر إلي .. نظرات عميقة غريبة ، ثم قال : " ألا تعرفين ؟؟ " " أنا ؟؟ " سامر قال : " لا نعرف الحقيقة بالضبط، لكن ... " " لكن ماذا ؟؟ " تردد سامر ثم قال : " إنه يخفي سرا .. " صمت ثوان ثم قال : " سر على ما يبدو .. له علاقة بـ ... " و تراجع عن إتمام جملته.. " بماذا ؟؟ " سألت ، فظل ينظر إلي بتمعن .. و كأنه يشير إلي ! " بي أنا ؟؟!! " و لم ينف كلامي ، فسألته دانة باستغراب : " و ما علاقة رغد بالأمر ؟؟ " سامر تردد و من ثم قال بنبرة غير الواثق من كلامه : " لا أدري .. القضية غامضة .. و حزام الزي المدرسي الذي كانت رغد ترتديه ذلك اليوم – وهي نائمة في سيارة وليد - .. وجد للغرابة في مسرح الجريمة قرب القتيل مباشرة ! " ما إن أتم سامر جملته .. حتى تهدّم في رأسي سد الذكريات فجأة .. و تدفقت شلالات الذكرى المفزعة .. و انتفضت و شهقت ثم هتفت بغتة : " عمّار !!؟؟ " الاثنان نظرا إلي بتعجب .. جلست فجأة و وضعت يدي الاثنتين على صدري فاتحة عيني و فاغرة في ّ بذهول ما بعده ذهول ... " رغد ؟؟ " ناداني سامر ، فالتفت إليه .. ثم إلى دانة .. ثم إلى سامر فدانة بشكل تثير الشكوك .. عاد سامر يقول : " رغد ..؟؟ " صرخت : " لا " " رغد .. هل رأيت شيئا ؟؟ " صرخت بفزع : " لا " قال : " أتذكرين شيئا ؟؟ " " لا .. لا كلا .. " و جذبت دانة نحوي و وضعت رأسي في حضنها و لففت ذراعي ّ حولها و أنا أصرخ بجنون : " كلا .. كلا .. وليد.. وليد .. " حتى غشي علي ... ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ تستطيع أن تنشر الموضوع قي حسابك على الفيس بوك وتويتر |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|