Header

 


تبرع لدعم المنتدى

ممنوع منعاً باتاً وضع صور النساء في المواضيع و التواقيع , أو نشر فيديوهات او صور فضائح

 سيتم حذف أي موضوع أو توقيع يشمل ذلك .

العودة   منتــدى الأعمـــال > المنتديات العامة > منتدى الواحـــة الأدبيــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-2006, 01:54 AM   #1
~*الفراشـــــة*~
الغالــــية
الصورة الرمزية ~*الفراشـــــة*~

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

~*الفراشـــــة*~ غير متصل

~*الفراشـــــة*~ is on a distinguished road
Wink ’،؛ فـنـجان قـهــــوة ؛،’

[align=center]

؛،’, قــهــوة ,’،؛

بُنّها حروف ناضجة , وسكّرها متعة آخـذه ,
وعبقها يبقى في الذاكرة ؛،

والأجمل أن نشربها في معيتكم








قدموا فناجينكم , ولنقرأ بياضكم ؛،

ولـنثـرثـر حــولهــا / بعـدهـــــا



’، ثــرثــرة تـليـق ؛،
[/align]






تستطيع أن تنشر الموضوع قي حسابك على  الفيس بوك وتويتر

رد مع اقتباس
قديم 02-09-2006, 01:57 AM   #2
~*الفراشـــــة*~
الغالــــية
الصورة الرمزية ~*الفراشـــــة*~

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

~*الفراشـــــة*~ غير متصل

~*الفراشـــــة*~ is on a distinguished road
افتراضي

[align=center]

’،؛ فـنـجاننا ألأول ؛،’




هذه القصة فارت بالمركز الثاني في مسابقة القصة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للعام
1425/1426هـ



اخترتها لكم , ولن أزيد ,,



دعوا القصة تتحدث عن نفسها ,, ودعوا الجائزة تتحدث عنها ,,
وبعد أن تحتسونها انتظر حديثكم حولها ,,





/
/




" ينتعلون المــوت "





لم يَعُد في البيت ما يٌغري صياح عصافير بطني المتعالي بالصمت ، الخواء يعلو المطبخ الـصغير ، أفتش البراد في يأس دون أن أجد أي شيء سوى خبزٍ قارب على العفونة، الحقّ أنه كان مستودعًا تافهًا لا يحمل سوى فرنٍ عتيق أحضره إلينا أحدهم بعد أن ذهب لونه وأصبح يصلح للنفايات ، وبراد لا يُحسن تبريد ما بداخله والقليل من أوانٍ مشكّلة ..
أتلفت من حولي بحثًا عن لقمة فلا أجد سوى أكياسٍ متكدسة تحمل مناديل ورقية وحواجز تقي السيارات من شمس الظهيرة وقوارير ماء مكومة ، و ميادليات لا يرغب بهـا أحد ..

- أنت يا ولد .. هيه ..!

صوت والدي القادم يفزعني بغلظته وكأنه يصيح في أذني رغم بُعده بونًا شاسعًا في غرفته التي بات يلازمها دون أن يخرج منها بعد شلله.. أصبحتْ نفسيته جدُّ ممزقة منذ فارق السجن .. وأعصابه تنافس النار لهيبًا .. أمضي إليه عَجِلاً لئلا تطالني قذائف لعانته.. يصيح بي ألاّ أجلس كالنساء في المنزل .. يعيّرني كثيرًا ثم يقذف في وجهي كيسًا أسودا لا يشفّ عما فيه ويصيح بنزق:

- لا تبعه إلا في المساء وانتبه من الشرطة ، سأتبرأ من معرفتي بالأمر لو علموا ..!

ابتسمُ لعبارته .. ربمـا كمدًا وربما شفقةً بـمسؤوليةٍ أبويّة لا يُمثّلها .. أخرج في الصباحات أبحث عن من يشتري مني قوارير الماء ولو شفقةً .. الشمس تـلاحقني بأشعتها في كل جهة أقصدهـا .. لم أكن أخشى ضربة شمس أو رعافًا أنفيّا كما في السابق .. حظي منها أن ألفتها وألفتني فما عادت تترك سوى بصماتها على وجهي المُحترق .. لم يُعد أحد يشتري الماء رغم أن الشتاء لم يشرع أبوابه بعد .. ربما لأنهم يظنون أننا نعيد تعبئتها في منازلنا بعد أن نلتقط الـقوارير الفارغة ونغسلها ، فرهبوها لئلا يصابوا بلوثة ، حتى المناديل لم تعد تجد طلاّبها بعد العروض التي تطرحها محطات البنزين .. هل فعلوا ذلك لـقطعِ أرزاقنا ولـقتلنا فقرًا فوق الفقر الذي نحياه.. ؟! كنتُ قد طرقت كلٌ المجالات التي ظننت أني سأربح بها .. نصبتُ الكمائن لعصافير بريئة مهاجرة ثم بعتُهـا في أقفاص ملونة ، جمعت علب المشروبات من القمامات المتعفنة ، كلّ هذا لم يكن ليرضي طمع والدي ، بيعي الصباحيّ لا يحمل سوى نتاجاً عقيمًا ..!

الصباح كان من أبغض فترات اليوم لديّ .. لم يكن شعوري المتزامن لأجل شمسه الحارقة أو جرعات الصدمات التي أتجرعها حين أعود محمّلاً بريالات معدودة ، بقدر الألم يمزقني حين أرى من هم في عمري يـطرقون المدارس حاملين كتبهم الثقيلة .. كنتُ أحلم بصفعهم وسلب كتبهم منهم أحيانا، وأحياناً أبارك مساعيهم .. يزعجني تأفف بعضهم حين عودته مثقلاً برأس زجّت فيه المعلومات زجّا وتمنيه أنْ لو كان مكاني في حين أتمنى بحرقة أن ألتحق بمدرسته ولو لـيومٍ واحدٍ .. الأمنيات تغرقني فأفاتح والدي رغم علمي بـجنون الفكرة واستحالتها ، ولم أكن أبالغ مطلقا .. فالدراسة تـشلّ جنيي الصباحي كما يردد دائمًا .. جهليَ الدائم جعلني أضحوكة بعضهم وهم يعيّروني بالسوقيّ المتشرد فندخل عراكا شرسًا ينتهي بالدماء .. أتقاذف الحجارة معهم ، أبصق في وجوههم وأعينهم بقذارة وأشيعهم بلعناتٍ وألفاظ سوقيّة .. كنتُ ولداً سوقيًا لا يتقن إلا المشي حافي القدمين والتلفظ بعباراتٍ دنيئة .. أتصرف بوحشية خُلِقتْ لمرتادي الشوارع .. وأتنقل بين السيارات الـمتوقفة أمام الإشارات بفوضوية..

الليل كان مرتع الرزق والتوجس الـقاتل .. التخوف من أن يقبض عليّ رجالات الشرطة متلبسًا ببيعٍ لا أملك منه ريالاً واحدًا .. الـحشائش والسموم البيضاء يسهل تخبئتها في جيب بنطالي أو جيبي العلويّ .. والقارورات الخضراء أدسها بين الكراتين المتناثرة في الشارع المتسخ .. العمل يومي وشاق ، تُحطّمني رؤية زيٍّ عسكري مبعثرة كل ذرة أمانٍ أحاول لملمتها .. حالما ينتهي هذا اليوم الشاق أجتمع في أزقة ضيقة مع صبيانٍ لا يجمعهم عُمْرٌ واحــد أو جنسية معينة ..خليطٌ ملوّن يـعتمر السجائر ويدخن الحشيش بشراهة .. بعضهم كان يخرق يده بالإبر المخدّرة صارخًا بألم ما يلبث إلا أن يَنقلب ضحكًا هستيريّاً.. نسكر من اللفائف وتحلق أذهاننا إلى أشياء نحلم بهـا ولا نقوى نيلهـا ..تصبح الأحلام حقيقةً فقط بعد كلّ جلسة ليلية ثم تتبعثر مع تشتتنا هنا وهنــاك نحو منازل لا تؤوينا ..

في الثالثة فجرًا اقتحمتُ المنزل بصخبٍ لمْ أدركه ولم يلتقطه سوى سمع والدي المترقب رغم الضجّة التي تُغرق الصالة .. يناديني بلهجة فضولٍ وجشعٍ حقيقية لأنثر أمامه ما خرجت به .. ألقيت إليه خمسمائة تضم فئاتٍ مختلفة .. ضحك قليلاً ضحكته التي أسمعها كل يوم وفي هذا الوقت تمامًا ثم سحبني من جيبي وبصق في وجهي بتلاحقٍ لم أفهمه ، وانهال عليّ ضربًا ..

- تصرف أموالي على حشائشك يا قليل التربية ..! سـأؤدبك يا عديم النفع..

صراخنـا يعلو وأنا أحاول جاهدًا أن أفهمه أن ما يسكرني لم يكنْ سوى عقبُ سيجارة حشيش ألقاه شخص اشتراها مني .. لساني الثقيل لا يسعفني أن أتحدث له وصوته يزداد حدّة .. بعد ساعة كاملة من الضرب استوعبها مني وربت على كتفي بتناقض عجيب وهو يردد : رجل ، رجل .. والله أنك تشبهني ..!

ما هذا التناقض الذي لا يُفهم ..؟ أكانت فصول الضرب تلك خوفًا من صرف المال فيّ أنا صاحب الكدّ فقط .. ؟!لم أعد أفهم .. ولا أحتاج للفهم ..!

ينصرف عني إلى تدخين سجائر متتالية تحترق في فمه لتسدل الستار على كدحٍ يوم كامل يبدده في سجائر لعينة .. وأنا الذي أقف كالمتسول أتلقى الإهانات والـتخويف الدائم بـهيئات المتسولين إن لم أنصرف من حيّ راقٍ محاولاً البيع فيه .. حتى وجبات الغذاء كانت شحيحة لا تكفي أخواتي السبع ولا تـمثّل ما أكسبه ، خمسمائة ليلية .. يا تُرى أين تذهب ..؟!

الشهور تمرّ وأنا بائعٌ يصافح الليل والنهار بلا انقطاع .. زبائن الكيس الأسود يزدادون في كل أيام السنة وينقطع نصفهم في رمضان .. ربما لأن الشياطين تصفد فيه إلا شيطان أبي .. شرهه يحتدّ فلم يعد يعنيه الأكوام الهائلة من الأولاد الذين يركنون في سجون الأحداث .. الدوريّات الأمنية تشدد من فاعليتها .. ينخر الخوف عظامي من رؤيتها في الجوار وأتوسل والدي أن ينتظر حتى تركد لكن توسلاتي تذهب أدراج رياح لامبالاته .. أصبح يقذف في وجهي كيسًا وفي وجه أمي كيسًا آخرَ لتبيعه في مبسطها بخفاءٍ مع الألعاب الناريّة وعلب الكريمات البيضاء والقلائد وهاماتٍ مقلدة مصبوغة بلون الذهب .. أشياء تغري الأطفال و الـنساء البسيطات التي لا يستطعن شراء هامةٍ حقيقية .. في المساء يتراكم من حولها شبابٌ يتلمسون الخفيّ من بيعها.. ربما لا تفهم أي امرأة عابرة أيّ شأن يهمّ الشباب في خردوات نسائية وربما تفهم ولا تملك إلاّ هزّ رأسها في تحمّد وازدراء .. كنتُ أحيانًا أتمنى لو كان قدري أن أولد فتاة ، ربما لأحظى بالقرار المنزليّ كـأخواتي .. وحين أرى أميّ تعمل وهي امرأة أمقت كلا الجنسين وأتمنى لو قدّر لي أن أكون شجرة أو عصفوراً طليقًا لا يُحسن إلا الطيران .. أو ربما حجرًا مهملاً لا يلتفت إليه عابر ..

هذا المساء يبدو مختلفًا .. الشتائم من والدي لم تستقبلني كعادتها .. وأمي لم تعمل أيضًا .. كلّ تفاصيل حياتنا الباهتة تبدو متألقة .. أحملق قليلاً في وجه أختي الكبيرة لتُفهِمني فـتبتسم وتنهض بسرعة .. ما هذا الشعور بالضبط ..؟! أكان خجلاً أم حياءً، ضحكًا أو بكاءً ؟! .. أهي السعادة التي لا أعرف منها سوى مسماها ..؟! المشاعر الإنسانية تفتقر وجودها في هذا البيت حتى ما عدنا نميّزهـا عن بعضها .. أفهم أخيرا أنها خُطبتْ لشخصٍ من حيّ بعيد.. مسكينة هي ، تتأرجح على أعتاب الأربعين دونما خاتمٍ يجمّل إصبعها أو أساور ذهبية تكبّل معصمها .. تملك الكثير من أخلاقٍ وجمال لكن يعوز أهلها سمعةٌ نظيفة .. لا أحد يريد مصاهرة مروّج مخدراتٍ حتى لو امتلك كنوز الأرض فضلا عن كونه شحيحًا كأبي ..!
من أين جاء هذا الفارس ..؟! ألم يكنْ يـعلم بحقيقتنا المقززة .. بأننا نفهم أسرار الليل و نتقن حلّ رموزه .. بـأننا نقود الناس إلى أقصر طرق الموت .. بل نقتلهم بأيدينا القذرة العارية .. بـأن أم العروس تبيع المخدرات مناصفة مع ابنها الذي يلتقط أعقاب سجائر الحشيش من أفواهٍ عشوائية ..؟! يحتفلون بـعرسٍ أغدقته السماء عليهم بعد شحٍ وأنتفض أنا في صمت .. سعيدٌ أنها ستكون زوجةً بعد انتظار ممل ، وحزينٍ لأجل رجل يجهل دواهيَ مخبئة .. أيكون هو مروّجــًا أيضًا ..؟! ربما ..

المراسم تبدأ في البيت الرابض على الزيف .. نوبات عملي بدأت تخفّ قليلا .. ووالدي يمنعني من الـسهر على اللفائف لئلا أعود برأسٍ ثقيل وهلوساتٍ مجنونة .. هل كان يخشى الفضيحة يا تُرى ..؟! وجه أختي يبدو كقمرٍ أغرقه الخسوف ثم انزاح فجأة عنه .. السحابة السوداء التي كنت أراها مرتسمة عليه تلاشت كأنها لم تكلله ذات يوم .. الكلّ مسرور إلا أنا .. أ لأني أخشى أن أستيقظ صباح يومٍ فأجد زينتها قد فارقتهـا وسحابتها المسودّة قد عادت ..؟! أم لشعور حاسد كونها تغادر هذا البيت في حين لا يمكنني .. لا أفهم أيّهما سببي ..!

مساء عُرسها يفاجئني أبي بكيسٍ أسود .. لمَ يقتحم السواد مسائي دائما حتى في اليوم الذي أبدو فيه أخًا للعروس ..؟ هذا الشعور لا يتكرر كثيرًا .. أن أكون رجلاً متأنقًا أتنقل بين الحاضرين برفعةٍ دون أن أضطر للالتصاق بهم ليشتروا أو ينقدوني بعض العملات تصدقا .. أحمل الكيس وأنا في كامل تأنقي ، أنتعل حذاءً جديدًا وأسير به في الطرقات المتسخة لأول مرة .. أتناسى كل شيء سوى العودةِ سريعًا لحفلٍ صاخب .. أدس الكيس في يد رجلٍ مكفهر الوجه وأسحب المبلغ بسرعة منه دون أن أعده .. أركض رافعًا ثوبي الأبيض وتلتهمني أزقةٌ متشتتة ..أصواتُ أبواق الشرطة تبدد سكون شوارعَ ملاصقة فلا أعيرهـا أيّ اهتمام ، اليوم سيلبسهـا شيئا ذهبيًا لم أره من قبل.. شيءٌ لا أريد تفويته.. أدخل الصالة بـجلبة لا ينتبه لها أحد .. النساء يرقصنْ على أصوات جميلةٍ وأخرياتٍ يحملن في أيديهن طبولاً ومزامير .. وهو يمدّ يده ليلبسها سلسلةً ذهبية كعينيهـا اللامعة بهجة .. أشاركهم الرقص .. أصوات النساء تزداد علّوًا.. المشاهد تختلط في عيني .. لا أرى منهـا سوى رجال شرطة يقتحمون المكان ويحيطون بي .. عين أختي تزداد لمعانًا بشيء يشبه ال للالللدموع .. وعريسها ينهض مصطحبًا أهله خارج المكان بذهولٍ غاضب .. تتردد في أذني كلمته (والله أنك تشبهني ) ,,

آهٍ ليتني ظلمتك أبي فلم أشبهك..!




جلنار
24 رجب1425هـ
8 سبتمبر 2004
[/align]






رد مع اقتباس
قديم 02-09-2006, 02:00 AM   #3
~*الفراشـــــة*~
الغالــــية
الصورة الرمزية ~*الفراشـــــة*~

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

~*الفراشـــــة*~ غير متصل

~*الفراشـــــة*~ is on a distinguished road
افتراضي

[align=center]’،؛ فـنـجاننا الثاني ؛،’



نص للكاتبه شهر زاد ، ما حاز على جائزه او مرتبه
لكن حاز على مكانه في داخلي ، كاتبه مبدعه حقاً




/







التقـته ، و هي في الثلاثين من عمـرها ، في وقت ظنـت انها فقدت القدرة على الحب و الحلم و الامل .
و أشياء اخرى تحتاج إليها المراة في منتصف العمر ، و بعد ان ذاقت من الاشياء امرها ، و بعد ان مرت بظروف حملتها من الالم فوق طاقتها و بعد ان اتسعت الفجوة بينهـا و بين الفرح ، و اصبحت من مستحيلات حياتها .

عندهـا ، جاء هو بقـلبه الكبيـر ن و ببحور حنانه الباحثه عن انثى تكون نصف قلبه الاخر ، اقترب منها كالاحلام الهادئة ، عشقها بصدق .. بصدق فرسان الحكايات القديمه . طرق بابها في اشد مراحل عمرها ظلمـة ، ليمنحها باقة من النور . لم يكن آخر اطواق النجاة بالنسبه اليها ، بل كان الشاطئ و القبطان و السفينه .

غـيرها تـماماً .. نسفها داخليا و خارجيا ، لون كل المساحات السوداء في داخلها . تعلقت به تعلق الام بطفلها و تعلق الانثى بفارسها و تعلق الانسان بوطنه ، و شعرت معه بأمان لم تشعر به طيله سنواتها .

اقترب هو من اعماقها اكثر ، ملأ احساسها كالدم و ملأ حياتها كالهواء ، كانت تنام على وعوده و تستيقظ على صوته . تمادت معه بأحلامها ، منحت نفسها حق الحلم ، كسواها .

حلمت بأطفال بعدد نجوم السماء ، و بقدرة الهية تهديه اياها و في ليله تجمعهما في جنه فوق الارض تعيش فيها معه .

كان رجلا رومانسيا ، شفافاَ ، بادلها احلامها بنقاء ، لم تكن بالنسبه اليه حكايه يسعى الى انهاء دوره فيها ، و لم يكتبها رقما في اجندته ، و لم يسجلها موعـداً قابلا للانتهاء . كانت شيئاً مختلفا ، احساسا آخر ، و إمرأة لا يمكن ان يتصور حياته بدونها .

اعتادت وجوده في حياتها ، تماما كما اعتاد هو وجودها في عالمه . كان احساسهما طاهرا نقيا ، لم تدنسه مواعيد الغرام و لم تلوثه اللقاءات المحرمه ، كان يصونها كعرضه و كانت تحفظه كماء عينيها .

سألها يومـا : ماذا لو خنـت ؟
قالت : سأقتلك .. !!
قال : و ماذا لو مت ؟
قالت : ستقتلني .. !!

عندها ادرك انها إمرأة .. ترفض الحياة بغير وجوده ، فتمسك بحياته اكثر و تمنى ان يعيش ابدا كي يجنبها الم فراقه و فجيعه رحيله .

منذ ان عرفته و هي تعشق المساء جدا ، ففي المساء يأتي صوته حاملا لها فرح العالم كله . و يعيدها رنين هاتفه الى الحياة التي تفارقها عن يفارقها . و ما ان ترفع السماعة حتى يبادرها قائلا
أتحبينني انا اكثر ؟ ام انا اكثر ؟
فتجيبه بطفوله إمرأة عاشقة : احبك انت اكثر .. من .. انت .
ثم يتجولان معا في عالم من الاحلام الجميلة .

و لكن هذا المساء ، انتظرت صوته كالعادة و مرت الدقائق و تلتها الساعات شيء ما في قلبها بدأ يشتعل ، شيء ما تتجاهل صوته و لكنه يلح ، شي ما يصرخ فيها انه لن يعود . و شيء ما اوقظ في داخلها كل شكوك و ظنون الانثى في لحظة الانتظار .
ترى ؟؟ هل نسي ؟؟ هل خان ؟؟ هل .. رحل ؟؟
و مع اول اشعاع نور الصباح ، حادثها احدهم ليخبرها بضرورة وجودها بالمستشفى لا احدهم يصر على رؤيتها قبل دخولها غرفة العمليات .

و هناك التقته .. باسما في وجهها كعادته رغم الالم قال لها : سامحيني .. اعلم ان رحيلي سيسرق منك كل شيء و اعلم كيف ستكون لياليك بعدي و اعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك و اعلم انه لا شيء يملأ الفراغ خلفي و اعلم كم ستقتلك البقايا و اعلم كم ستكسرك الذكرى و اعلم تحت اي مقاصل العذاب ستنامين و اعلم كيف ستبكين و اعلم اني خذلتك و اعلم انك ستغفرين .. !!

و مضى الى مصير تجهله هي ، كانت رائحة الوداع تملأ حديثه لكنها تعلقت بأخر قشة من الامل و انتظرت .. و انتظرت .. و انتظرت ، و كانت تردد بينها و بين نفسها ماذا لو رحل ؟؟
ماذا سيكون لون حياتها ؟ بل ماذا سيتبقى من حياتها ؟
لم تحتمل ثقل السؤال ، فجلست فوق الارض . ما عادت قدماها تقويان على حملها ، استندت الى الجدار .. في انتظار حكم الحياة عليها .

و من بعيد لمحته يأتي يتقدم نحوها ، انه الطبيب الذي اجرى العملية ، تمنت ان يقف مكانه ، ان لا يتقدم اكثر ان لا يفتح فمه بنبأ رحيله ..
دقات قلبها تزيد ، انفاسها تتصاعد .. ترى !!
هل رحل ؟
اغمضت عيناها ووضعت يديها على اذنها ، لا تريد ان تسمع .. لا تملك القدرة على سماع نبأ كهذا .

لا احد يعلم كم من الوقت مر حتى وصل الدكتور اليها
ربما لحظات .. و قد تكون سنوات ، لكنه اخيرا وصل ووقف امامها باسما .. قائلا : كتب له عمر جديد يا سيدتي ، نجحت العمليه و سوف يعيش بااذن الله .

و انتظر ان ينطلق منها صوت الفرح ، لكنها صمتت لم تنطق ، و لن تنطق ابدا .... لقد رحلت .. قتلها خوفها و الانتظار و الترقب .



::

الكاتبه شهر زاد
مجلة زهرة الخليج

إنتقاء مُختلِف
[/align]






رد مع اقتباس
قديم 02-09-2006, 02:03 AM   #4
~*الفراشـــــة*~
الغالــــية
الصورة الرمزية ~*الفراشـــــة*~

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

~*الفراشـــــة*~ غير متصل

~*الفراشـــــة*~ is on a distinguished road
افتراضي

[align=center]’،؛ فـنـجاننا الثالث ؛،’







من منكم يعرف الدكتور الحضيف ؟

أو عذراً .. من منكم " لا " يعرف الدكتور الحضيف ؟ << هكذا يجب ان يكون السؤال

ذلك الكاتب الهادئ الوقور المشبع بالوجع والحكمة !

أترككم مع فناجن ببن الحضيف




" الرومانسي "



كنا قد تشاجرنا هذا الصباح ، على أمر سخيف .
أعترف أني كنت البادئ بالاستفزاز .

قلت لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات ، التي تملأ حياة بعض الناس ، فتجعلها وردا وقوس قزح ..؟

صوبت نحوي نظرة باهتة ،

ثم قالت بسرعة : - "الشاهي ناقصة حلا" .

قلت ، وقد بدأت وتيرة صوتي تعلو : - "حياتنا كلها ناقصها حلا" .

أخذت ترتب أطباق الطعام أمامي ، دون أن تتكلم ، فبلغ الغيظ مني أقصاه ، فأهويت بقبضة يدى على معصمها ، وأطبقت عليها بشدة وأنا أهزها ،

والكلمات تنطلق كالضجيج من فمي : - لمـاذا لا تسمعيني كلمـة حـب واحدة ، لماذا تقتلين حياتي ومشاعري المتأججة ، بهذا البرود .. ؟ لماذا .. لماذا ..؟

وأنطلقت أعدد عليها ما تحتاجه صحراء قلبي المجدبة . حدثتها عن العطش ، عن الجوع ، عن أحلام قتلها الصقيع ... عن الحب ، يموت ظامئا .. جائعا .. تائها ، لا عينين يأوي إليهما . كانت يدى تطبق على يدها ، ولم أشعر أني قد آذيت معصمها في غمرة إنفعالي ، مما أراه سكونا بلـيدا ، مميتا ، في مشاعرها تجاهي .

لم أدرك ذلك ، إلا حينما رأيت وجهها ينطق بكل معاني الألم ، وهي تقول لي بصوت متهدج : "يدي .. يدي .. أرجوك ، لقد أوجعتني" .

أطلقت يدها ، وسيطر على شعور بالندم ، وأخذت أتأملها ، وهي تغالب الدمع ، وتمسح يدها بيدها الأخرى .

قلت في نفسي : - (كيف يؤذي من يطلب الحب) ؟ كان واضحا أن يدها تؤلمها ، إذ لم تستطع أن تستخدمها في إكمال إفطارها . ولاحظت أيضا ، أنها على وشك أن تبدأ معي معركة ، فقد كانت متوترة ، وملامحها توحي بالرغبة في الرد على إتهاماتي وعدواني . في دخيلة نفسي كنت أريد معركة من هذا النوع ، لأدينها ، ولأؤكد لها ، أنني (أنا) الإنسان المعطاء ، وهي تمثال من الشمع ، بلا مشاعر . سادت لحظة من الصمت ، خشيت خلالها أن تنطفئ جذوة انفعالها ،

فقلت مستفزا :

- يا ضيعة احلامي . أنت تتحسسين يدك ، ومرهم كفيل بأن يحل المشكلة ، أما أنا فكيف أداوي قلبي الذي تيبس من الجفاف ..؟ رمقتني بنظرة عميقة ، لم أعتدها منها ،

ثم قالت ، وقد أختفت كل معالم التوتر من وجهها : - هل تظن أني لو لم أكن أحبك ، سأبقى معك دقيقة واحدة ..؟

نزلت عبارتها كالصخرة على صدري : "إذن هي التي تقرر أن تبقى معي أولا تبقى ، وليس أنا . وبالتالي ، فمفهومها للحب هو الذي يحدد استمرار العلاقة بيننا" .. هكذا خاطبت نفسي . لماذا لا تفهم أنـي أنـا لي رؤيتي الخاصة ، في أن نبقى معا أو لا نبقى ؟ لماذا لا تدرك أني أنا أيضا بحاجة لأن أحبها ، لكي أبقى معها ؟ إذا كانت تحبني وفق تصورها الخاص ، لماذا لا تمنحني الحق في أن أحبها بالشكل الذي أريد كذلك ؟ ألست في النهاية سأحبها هي ، وليـس شخصـا آخـر ..؟

أليس مؤذيا أن تقول لإنسان : ساعدني كي أحبك ، فيكون الجواب : لا عليك أنا أحبك ؟ ها هو يوم جديد ، وجولة من الإحباط جديدة ، وفشل يتراكم . في الظهر ، أثناء رجوعنا إلى البيت من مقر عملها ، حيث تعمل معلمة في مدرسة في حي فقير ، رأيت على جانب الطريق إمراة تمشي ، مسرعة الخطا ، حافية القدمين . كان يوما لاهبا ، أشعر فيه أن السيارة تئز تحتي من شدة الحرارة . كان منظر المرأة ، وهي تسير حافية على القار ، الذي سال بعضه ، وتشقق البعض الآخر ، من هول الحرارة ، التي تصبها الشمس على الأرض ، يثير الألم .

إلتفتت إلى حيث كنت أنظر ، فأبصرت المرأة ، وقالت بأسى : - لحظة .. لحظة قف قليلا . حينما أوقفت السيارة ، فتحت الباب ونزلت باتجاه المرأة . مر بعض الوقت ، وأنا لا أدري لماذا نزلت ، ولا بماذا تتحدث مع المرأة ، وفجأة ، رأيتها تنزع حليها من يديها وتعطيها المرأة ، ثم أتجهت إلى السيارة ، وقالت لي : - معك نقود ؟ - كم تريدين .. قلت لها ؟ - الذي معك .. أجابت .

أخرجت من محفظتي الف وسبعمائه ريال ، هي كل ما معي ، وناولتها إياها ، فاتجهت إلى المرأة ووضعتها في يدها ، وتبادلتا بضع كلمات ، لم أسمعها ، وعادت إلى السيارة .

قبل أن تركب ، استدارت فجأة نحو المرأة ، وقالت : - خاله .. حين ألتفتت المرأة ، خلعت حذاءها ورمته تجاهها . لم يصرفها عن النظر إلى يدي المرأة البائسة ، اللتين رفعتهما إلى السماء ، بعدما وضعـت الحذاء في قدميها ، اللتين أكلهما القار الحار ، إلا لهيب الرمضاء الذي أحرق قدميها ، وجعلها تتقافز ، كحمامة حطت على صفيح ساخن . ركبت ، وخيم الصمت بيننا . هي ، أظن أنه قد ألجمها الموقف ، وصدمة التأثر ، لتعاسة هذه المرأة البائسة .

أما أنا فقد خجلت من نفسي : "أهذا الكيان الشامخ بلا مشاعر ؟ كم كنت ساذجا ، حينما كنت أغمس يدي في هذا المحيط ، ثم أعيدها متأففا انه بلا محار ... وبلا لؤلو" . حينما وصلنا إلى البيت ، أستأذنتها لحظة بعدم النزول ، ودخلت البيت وأحضرت لها حذاء ، ولم أتكلم ، ولم نحتج إلى الكلام مرة أخرى .




د / محمد الحضيف
[/align]






رد مع اقتباس
قديم 02-09-2006, 02:06 AM   #5
~*الفراشـــــة*~
الغالــــية
الصورة الرمزية ~*الفراشـــــة*~

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

~*الفراشـــــة*~ غير متصل

~*الفراشـــــة*~ is on a distinguished road
Wink

[align=center]

\
/
\

ما سبق منقــــــــــــــول
للكاتبه


][®][^][®][سبيكر][®][^][®][

/
\
/
[/align]






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 
   ابحث في المنتدى برعاية Google
واحصل على نتائج افضل    
Search with Google
أدخل العبارة التي تبحث عنها
 
 

ط³ظٹط§ط³ط© ط§ظ„ط®طµظˆطµظٹط© / Privacy-Policy

سياسة الخصوصية / Privacy-Policy جميع الحقوق محفوظة لمنتدى الأعمال

الساعة الآن 07:33 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Protected by Mt.AtSh

أنواع التأمين insurance management services http://www.insurance-2.com/
روائع تستحق المشاهدة misc wonders , news http://misc-wonders.blogspot.com/
الربح من الانترنت how to make money online http://moneyrood.blogspot.com/
أغاني للأطفال kids and songs http://kidsandsongs.blogspot.com/
كتاب كيف تصبح مليونير من الانترنت graphic design http://gfxnew.net/go/
بال ديزاين للتصميم والاستصافة hosting and web design http://paldesign.net/