التحليل مؤشرات ومؤثرات

**nermine** · 07-04-2009, 05:37 AM

عبر العصور وفي أقطار مختلفة من العالم أبتكر خبراء تحليل الأسعار أدوات بسيطة لتسجيل أسعار السلع وعند ظهور الحاسب الآلي والتقنية الحديثة أضيفت تلك المعارف إليه والتي تتطور يوماً عن يوم وتم اختراع العديد من المؤشـرات الفنية المساعــــدة ولازال خبراء التحليل الفني يقدمون الجديد للتوصل لقراءة دقيقة لحركة الأسواق مبنية على مزيـج من علوم وخبرات الشرق والغرب.

والمحـلل الفـني يدرس الأسعار وأحجام السيولة والكميات وأشكال الرسوم البيانية والمؤشرات الفنية المساعدة من منطلق القواعد الأساسية للتحليل الفني وهي أن للأسعــار ثلاث مـسارات صاعـد وأفـقي وهـابط , وأن كل شي يؤثر وينعكس على هذه الأسعار وأن التاريخ يعيد نفسه بتكرر حركة الأسعار.

وبما أنّ التحليل الفني فن أكثر منه علم حسب ما أتفق عليه خبراء هذا المجال فإن قراءة المحلل ستنتج بناء على براعته واحترافيته وسيكون التباين واضح مابين محلل وآخر والتقدم في هذا المجال حسب فهم المحلل للمؤشرات والنماذج واستخدامه للأدوات التقنية التي من الأفضل للمحلل إتقان ما يمكن إتقانه منها ومع ذلك يجب أن يقف المحلل والمطلع على التحليلات عند حدود التحليل الفني لأن المحلل يقرأ السلوك السابق للسعر المبني على سلوك من يحرك السعر لبناء التوقع المستقبلي له وقد يكون هناك طعم ألقى به محرك السعر لينعكس ذلك على المؤشرات الفنية التي من السهل التلاعب بها , وقد لا يحدث التوقع ويأتي العكس بناء على مؤثرات خارجية أياً كان نوعها (فكل شي يؤثر وينعكس على هذه الأسعار)ربما أخذ بها المحلل أم لا والتي من الضروري مراعاتها والاهتمام بها وقد يكون لها أهميه أكثر من التحليل الفني أحياناً وقد يتأخر تأثيرها على السوق لذا يجب عدم إغفالها.

عندما تتداول أسهم الشركات في البورصة فهي تعتبر خيار للمستثمرين للمساهمة في هذه الشركة من عدمه ومن أسباب المساهمات الناجحة هو الدخول والمساهمة في الشركات الرابحة ذات الأداء المتميز من حيث نتائجها المالية ومتوسط توزيعها للأرباح واتجاهه للصعود أو التراجع و انتشار هذه الشركة ومن يقوم على مجلس إدارتها وكذلك نوعية القطاع المستثمر فيه ومدى الحاجة الداخلية والخارجية له ومدى استهلاك الطاقة الإنتاجية لهذا القطاع لأن من أسباب نجاح الشركات هي ( الحاجة لإنتاج هذه الشركة ) فعندما أعلم بأن إنتاج الشركة التي سوف أساهم فيها مطلوب وأن الإنتاج بأقصى طاقاته والطلب في تزايد مستمر فهذا مؤشر على نجاح مساهمتي ولتحقيق أقصى فائدة من أسواق الأسهم هي أن أجمع بين أركان التحليل المالي ( الأساسي والفني ) لأعرف أين أشتري ومتى وماذا أبيع ومتى.

بعد هيكلة السوق الجديدة والمؤشر الجديد أصبحت إدارة المحفظة تتطلب التنويع في محتوياتها وتوزيع السيولة بين القطاعات ذات الأهمية و انتقاء الأفضل من شركاتها مثل اختيار سهم الراجحي من البنوك و أعمار وجبل عمر من العقار وجميع شركات القطاعين البتروكيماوي والأسمنتي زين من قطاع الاتصالات والغاز من قطاع الطاقة جميعها شركات واعدة والحاجة لها ماسة وفي تزايد ويجب أن يبنى التنويع من حيث الناحية المالية والفنية فيجب اختيار شركات مؤثرة في المؤشر العام والقطاعات تأثير مباشر خاصة عندما تكون المؤشرات في القاع لأضمن تأثير الصعود على محفظتي ومشاركتي في الأرباح الناتجة عن ذلك وعند التنويع كذلك يفضل معرفة حجم الأسهم القابلة للتداول للشركة ومقارنة ذلك بالسعر الحالي فكلما كانت الأسهم قليلة والسعر رخيص كان ذلك مغرياً للمضاربين.

التحليل الفني مطلوب ولكن ليس كل شيء و المؤسف على بعض المحللين مكابرتهم على تحليلاتهم وتوقعاتهم وهذا دليل واضح على بداياتهم فالأسواق أياً كان تاريخها وقوتها لا يمكن التعامل معها بالتحليل الفني فقط فمطابقة السوق للتحليل الفني أياً كان المحلل أو السوق ضرب من الوهم , وكذلك يجب على المطلعين على التحليل من المحللين وغيرهم عدم إهمال المؤثرات الخارجية على التحليل , والاستثمار لا يعني الاحتفاظ وعدم البيع في الصعود ولا في الهبوط فالرجوع للتحليل لأخذ إشارات البيع والشراء ضروري جداً , والمضاربة ليست دائما مربحة فلا صعود مستمر ولا هبوط مستمر فقانون الطبيعة معروف لكل( فعل ردة فعل ) مساوي له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه.

تحياتي
نرمين من المغرب