تغلب على العاطفة لتجنب الخسارة في سوق الأسهم

[مالك اسماعيل]

يتعرض المُتداولين في سوق الأسهم لعوامل ضغط كثيرة تتأثر بها حالتهم النفسية، ومشاعرهم وعواطفهم الإنسانية المختلفة. فتؤثر هذه التقلبات النفسية على قراراتهم الاستثمارية، لذلك وجب التحذير والتنبيه لأن الاستثمار حسب العواطف قد يكلّف المستثمر الكثير من الخسائر والجهد الضائع.

فأنت كمتداول قد تقع في أحد فخاخ الاستثمار وتعلق بها، أو تتعرض للاكتئاب، أو الخوف من اتخاذ القرار، فالمُتداول محاصر بالإشاعات والضجيج الإعلامي والأخبار الصحفية التي ربما تكون صادقة أو كاذبة أحيانا، فكل هذه الضوضاء من حوله تؤثر على قراراته ولو لم يعترف بذلك.



ما هو سلوك المستثمر؟

يعمل الباحثون والمحللون الماليون والمستثمرون على دراسة نفسية المتداول بسوق الأسهم وفهم سلوك المستثمر. وقد تم وضع نظريّات لتفسير سلوك المستثمر عندما يتعلق الأمر بالأموال والمكاسب والخسائر المحتملة. فالمستثمر القوي نفسيا يتبنّى مبدأ التفكير العقلاني خلال أوقات التوتر، سواء كان هذا الإجهاد هو نتيجة النشوة أو الخوف، وعلى الجانب الآخر فهناك مستثمرين أقل قوّة يبالغون في الأسف والإفراط في رد الفعل البيعي والشرائي في سوق الأسهم.

فالمستثمر غير المحترف يغامر بوضع أوراقه النقدية التي اكتسبها بشق الأنفس والتي ربما لا يملك غيرها في سوق الأسهم، أملا في الحصول على أرباح وحماية هذه الأموال من أي خسائر، وعند الأوقات الحرجة لا يستطيع التصرف.



أسباب التداول بحسب العواطف في سوق الأسهم
1-سيطرة الشراء على سوق الأسهم

يميل المستثمرون الى الشراء عند ارتفاع قيمة الأسهم في السوق. وعلى الجانب الآخر، عندما يقرأ المستثمرون الأخبار عن الاقتصاد السيئ أو يسمعون تقارير سلبية عن فترة السوق المتقلبة، فيسودهم الإحساس بالخوف ويتجهون للبيع.



2- سوء اختيار التوقيت

هناك فارق زمني بين وقت وقوع الحدث ووقت الإبلاغ عنه يؤدي غالبا لفقد المستثمرين أموالهم. نعلم جميعاً أن الاعلام ينشر أخبار الأسهم بشكل دائم. ولكن الوضع متقلب، يجب أن تراجع أخبار السوق بشكل دوري.
3- السير حسب اتجاه سوق الأسهم

يصبح المستثمرون أكثر راحة ويبدأون في الاستثمار في حالة الاتجاه الصاعد لسوق الأسهم، ويكون هناك تدفق نقدي مستمر. أما في فترات تقلب السوق، فإن تدفقات الأموال تميل إلى أن تعكس الارتباك فيصبح توقيت التدفقات غير متطابق مع حركة السوق الفعلية. وهذا يعكس تخبّط الحالة النفسية للمستثمرين في مثل هذه الأوقات.



ما هي أهم العواطف التي يتعرض لها المتداول في سوق الأسهم؟
من أهم العواطف والمشاعر التي يجب على المتداول التحكم بها هي الخوف والطمع والرغبة في الانتقام.

1-الخوف من الخسارة، والخوف من تقلبات السوق ، والخوف من فتح صفقة جديدة.

2- الطمع في المزيد من الربح بعد كسب بعض الأموال بعيدا عن التحليل الدقيق والمنطق

3- الرغبة في الانتقام، حيث يتكون لدى البعض دافع قوي للانتقام، نتيجة الخسارة فيكون دافع سلبي بامتياز.

4- فقدان الثقة بالنفس والانقياد وراء القطيع دون عمل التحليل المطلوب والدراسة الدقيقة.



أهم الاستراتيجيات للتغلب على العاطفة عند التداول بسوق الأسهم
1-تنويع المحفظة الاستثمارية

يمكن لتنويع المحفظة الاستثمارية أن يتخذ أشكالا عديدة مثل الاستثمار في صناعات مختلفة، ومناطق جغرافية مختلفة، وأنواع مختلفة من الاستثمارات، وحتى التحوط بالاستثمارات البديلة مثل العقارات والأسهم الخاصة. فهناك ظروف سوقية مميزة تميز كل قطاع من هذه القطاعات الفرعية في السوق، ولذلك ينبغي أن تشكّل محفظة تتألف من جميع هذه الأنواع المختلفة من الاستثمارات للحماية من ظروف السوق.

2- استراتيجية التداول في سوق الاسهم على مدى زمني قصير

يكون التحكم في العواطف أسهل إذا قصرت الفترة الزمنية، وقلت متابعة الأخبار السلبية أو الإشاعات.