ذنوب وأعذار

[nermine]

يعيش مجتمعنا الفلسطيني منذ سنوات ثورة عارمة في واقع العمل المجتمعي والأهلي لم نتعود عليها ولم نحياها في ماضي أيامنا.فمنذ عدة سنوات ليست بالقليلة أصبحت لدينا شبه ثورة

وطفرة في إنشاء وتكوين الجمعيات والمؤسسات والمراكز والهيئات حتى بات يخيل للبعض انه لا يوجد في مجتمعنا ولو فرد واحد ووحيد لا ينتمي إلى إحدى هذه الجمعيات أو المراكز او المؤسسات.هذا الواقع لا يعيبنا أبدا لو أننا فعلا استطعنا من خلاله أن ننجز ما وضعناه لهذه الجمعيات والمراكز من أهداف سامية وغايات نبيلة جزؤها الأكبر ما زال حبرا على ورق رغم مرور السنوات الطويلة على إنشاء وتكوين هذه الجمعيات والمراكز .

فالبعض يرى اليوم انه وفي ظل هذا العدد الغير محصور لمؤسسات العمل المدني وجمعيات الخير ومراكز التطوير حسب مسمياتها وبحسب عدد المنتمين إليها وهم كثر جدا كان من المفروض أن لا يبقى في بلدنا من هو بحاجه إلى جهة تحتضنه لتقدم له حاجته من المساعدة أو التطور والتقدم وكذلك العمل والمشاركة ولكن ..؟

لكن هذه يا سادتي نتوقف عندها وفي القلب غصة فواقعنا غير الذي نتمنى واليكم على ذلك أمثلة :بعض هذه الجمعيات لم تتغير هيئاتها الإدارية منذ أكثر من عقدين من الزمن..أخرى تم تأسيسها ومنذ عقود أيضا ولم تحقق من أهداف إنشائها إلا ما تيسر لها وما تيسر هو اقل القليل..

غيرها من هذه الجمعيات والمراكز أصبحت وكأنها المزرعة الخاصة لفلان أو فلان من أعضائها أو مؤسسيها يفعل فيها ما يحلو له دون رقيب أو حسيب وأخرى عين المسئول فيها أقاربه وأصحابه ومعارفه واستفادوا منها جميعا تماشيا مع مبدأ الأقربون أولى بالفائدة.غير هذه من الجمعيات أقيمت وعملت دون الرجوع إلى جهات الرقابة وبعضها عمل ونشط وبدأ بمشروعات ممولة حتى قبل حصوله على التصريح ببدء العمل..وكثيرة هي الجمعيات والمراكز التي تدور فيها المعارك الداخلية بين المنتمين إليها فكل يريد لنفسه حصة الأسد من مكاسبها..

وأخيرا وليس آخرا طبعا جمعيات لم يعلم من تقدموا بطلب إنشائها أنها حصلت على الإذن بالعمل وبدأت فعلا من فترات دون علم مؤسسيها فمن الذي يقودها وكيف هذا كله ولم نتحدث عن المخالفات والتجاوزات المالية أحيانا والإدارية أحيانا أخرى في هذه الجمعيات والهيئات...والعجيب الغريب بأن هذا يحدث والغالبية منا لا تعي حقيقة ما يجرى في غرف هذه الجمعيات المغلقة والجزء الآخر يرى ويسمع ولا يحرك ساكنا والأعذار أقبح من ذنوب أصحابها ..

هنا يطرح السؤال نفسه علينا وبإلحاح وعلينا أن نجيب عليه شئنا أم أبينا لأن الحديث هنا هو عنا نحن وعن حياتنا وحالنا ومجتمعنا والسؤال هو : أين نحن من هؤلاء الذين وباسم الخير وفعله والتطوير ودعمه صعدوا سلم الفائدة على حساب المجتمع كله ؟ وأين هي جهات الرقابة عليهم ولماذا نراهم وكأننا لا نراهم ونعلم ما يفعلون ولا نعترض ولا نصرخ في وجوههم ونطالب بحمايتنا منهم لأنهم يستخدموننا لأغراضهم ومصالحهم والى متى سنعطيهم ألفرصه بعد ألفرصه ليظهروا لنا حسن نواياهم فلا تظهر لنا إلا ألسنتهم التي يخرجونها لنا سخرية وكأنهم أصبحوا محصنين من السؤال ؟ الم يقل رسول أمتنا وهاديها عليه أفضل الصلاة والسلام : "

إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودّع منهم".فهل سنقتدي به عليه الصلاة والسلام ونقول لهم كفاكم إلى هنا وتعالوا اليوم وافتحوا لنا ملفاتكم لنرى كم خدمتم فعلا هذا المجتمع وكم استخدمتموه لصالحكم الخاص وإن كان كذلك فهل هناك من سيحاسب وكيف ومتى وأمام من سيحاسب ؟ ألسنا نحن أصحاب الحق فلماذا لا تكون المكاشفة والمحاسبة علنية ؟

مقالة اعجبتني
نرمين من المغرب