مشروعات صغيرة ناجحة تحولت إلى شركات عملاقة

[media]

بقلم : يحيى السيد عمر


تلعب المشروعات الصغيرة دوراً مهماً في الاقتصاد القومي لكثير من الدول المتقدمة، والدول النامية بشكل خاص،
وتشير التحليلات الاقتصادية والاجتماعية للتجارب العالمية في هذا المجال إلى أنها حقَّقت تقدُّماً كبيراً في الدول الآسيوية،
وإنجازاً مسبوقاً؛ فقد تحولت من دول مستهلكة إلى دول منتجة بفضل التركيز على تلك المشروعات الصغيرة
التي تتلاءم مع الزيادة وقلة الاستثمارات اللازمة لها، وذلك من خلال استغلال الموارد المتاحة، وابتكار طرق وأساليب جديدة،
واستخدام تقنيات حديثة، والتي بدورها تساعد القوى العاملة على إنتاج السلع الضرورية والأساسية لحياة المواطنين؛
كالمشروعات الغذائية والكيماوية والمعدنية وغيرها، أو من الممكن أن تقدِّم هذه المشروعات الصغيرة خدمة في المجال التكنولوجي كوسيلة اتصال.

ونظراً لاعتماد الدول في الفترة الأخيرة على المشروعات الصغيرة كمحور أساس من محاور التنمية في زيادة الإنتاج

وتوفير الخدمات؛ فقد اتجهت الدول الآن وفقاً للنظام الاقتصادي العالمي ووفقاً للممارسات الرأسمالية العالمية إلى التركيز
بشكل كبير على تلك المشروعات، ووضع الخطط والاستراتيجيات التي تدعم إنشائها، وتعمل على تطويرها من
خلال تقديم التسهيلات والمزايا في الإجراءات والتراخيص، والقروض والضرائب، وتوفير البنية الأساسية اللازمة لإقامة المشروعات، وغيرها من المتطلبات التي تحتاجها تلك المشروعات.

وتظهر أهمية تلك المشروعات الصغيرة والمتوسطة؛ كونها المحرِّك الأساس لعملية التنمية المستدامة للدول النامية،
وقد ظهرت هذه الأهمية جليةً في دول جنوب شرق آسيا؛ حيث قامت نهضتها الصناعية التي تشهدها
الآن على المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعمها، التي بات اعتمادها عليها الآن من أهم أسباب تنامي معدلات النمو لديها.

وتتميز المشروعات الصغيرة بأنها لا تتطلب كوادر إدارية عالية الخبرة، فقط بعض المهارات الأساسية اللازمة لبدء المشروع،
كما أنَّ المشروعات الصغيرة تتميز بالمرونة وقابلية التغيير حسب متغيرات ومتطلبات السوق، كما أنها تقدِّم السلع والخدمات التي تناسب المستهلك والسوق بشكل عام.

وتساهم المشروعات الصغيرة بشكل كبير في دفع عَجَلَة التنمية الاقتصادية للدولة، وترفع من
مستوى معيشة الأفراد وتوفر لهم حياة كريمة، وتساعد الشباب على تنفيذ أفكارهم وطموحاتهم

وآمالهم في كافة المجالات التي يرغبون بها، وتقضي على ظاهرة البطالة، وتنمِّي مهارات الأفراد، وتساعدهم على التدريب والتعليم.

ويمكننا تصنيف تلك المشروعات الصغيرة لنوعين من المشروعات؛ مشروعات إنتاجية، وهي
المشروعات التي تنتج سلعاً أو منتجات استهلاكية يحتاجها السوق لسدّ احتياجات المواطنين ( مواد غذائية – مواد معدنية – ملابس ) ، أو تنتج وحدات تدخل في مستلزمات إنتاج شركات كبرى.

ومنها مشروعات تجارية؛ تقوم على النظام التجاري (البيع، والشراء)، سواء البيع بالجملة، أو التجزئة لبعض السلع والمنتجات.
ومنها: مشروعات خدمية؛ تقدِّم خدمة معينة؛ كخدمة الاستشارات الهندسية، أو الطبية، أو السياحية، أو خدمات كمبيوتر.
إن هناك حاجة شديدة إلى حملات توعية وتسويق لهذه المشروعات الصغيرة الطموحة، ولأهميتها في عمليه التنمية

، والعمل على تذليل العقبات المؤسسية والتشريعية أمام القطاع غير الرسمي لإعادة دمجه بالقطاع الرسمي، وتسويق
منتجاته وتصديرها، وتحسين البنية التحتية المشجِّعة على الاستثمار المحلي والأجنبي على السواء، ويجب أيضاً عدم
اعتبار تلك المشروعات الصغيرة والمتوسطة كياناً مستقلاً بذاته، بل هي مجموعة مترابطة
ذات علاقات متداخلة يتم فيها التعاون والتنسيق بين مختلف المؤسسات الكبيرة والصغيرة.

لذا فهناك حاجة ماسَّة لوجود حملات توعية للتعريف بأهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة،
وأساليب تمويلها ودعمها الفني، وتوعية الشباب لدمجهم في سوق العمل، والمشاركة في التنمية الاقتصادية.

[صفاء خالد]

شركة شحن الى مصر

شركات شحن لمصر
اسعار الشحن لمصر
شركات شحن من الرياض لمصر
شحن الى مصر
شركات شحن لمصر بالرياض
مكتب شحن لمصر
شركة شحن بري
شركات الشحن في الرياض
شركات شحن بالرياض
شركات الشحن البري في السعودية
شركات الشحن في السعودية
ارخص شركة شحن
شحن لمصر من الباب للباب
افضل شركة شحن
اسعار الشحن من مصر للسعودية