برامج متميزة لرواد الأعمال

[media]

يَزْخَر مصطلح “ريادة الأعمال” بالكثير من المفاهيم التي تناولت جوانبه المتعددة؛ منها
أنه المجال الذي يهتم بتنمية مجموعة من المهارات العلمية والعملية التي تسهم بقوة في بدء مشروع تجاري جديد،
وذلك عبر رَبْطه بمدى القدرة على خَلْق فُرَص غير مسبوقة.


بقلم: يحيى السيد عمر


ولذلك صُمِّمت الكثير من البرامج التعليمية لتنمية القدرات الريادية، والتي يتوجب التركيز عليها
من قِبَل أصحاب المشاريع الجديدة وغيرهم، والتي مِن شأنها تطوير المنظومة الريادية للأعمال،
ومن ثَمَّ مساعدة الشباب والمبادرين في مجال إنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

ومن أشهر البرامج التدريبية الدولية لروّاد الأعمال؛ برنامج التأهيل لـ”الرخصة الدولية لريادة الأعمال ILFEN”،
وتُعرَف الرخصة بأنها الشهادة التي تُمنَح لمن يكون مُؤَهَّلاً لتدشين مشاريع الأعمال، وتُتيح له إنشاء عمل ريادي حرّ، وأُعلن رسمياً عنها بنسختها العربية العام 2009م.


وأخذت جمعية ريادة الأعمال السعودية على عاتقها مسؤولية تطوير النسخة العربية من الرخصة الدولية لريادة الأعمال
لمدة أربعة أعوام؛ إذ تم التعاقد مع فريق عمل أمريكي وعربي طوال سنة ونصف لإعداد البرنامج،
وتم تطبيقه باللغتين العربية والإنجليزية على نحو عشرة آلاف متدرب ومتدربة،
من أجل خَلْق بيئة مناسبة لتفعيل ريادة الأعمال؛ لأنها على رأس أولويات رؤية 2030م.


خدمات الإرشاد مع الرخصة الدولية لريادة الأعمال “ILFEN“

وبعد إقرارها تم عقد الكثير من الدورات التأهيلية للحصول على رخصة (ILFEN) للرجال والنساء
باستخدام أحدَث التطبيقات العلمية والعملية والتمارين المبتكرة،
وعلى رأسها مهارات تحويل الفكرة إلى فرصة جديدة لتدشين مشروع تجاري، ثُمَّ خطوة إعداد خطط العمل المستقبلية،
كما تشتمل الدورات على كيفية الإدارة والتسويق والتمويل، وإمداد المشاركين بالمهارات التطبيقية والفنية اللازمة.

وهذا البرنامج المكثَّف الذي يتلقاه المتدرب أو ريادي المستقبل للأعمال، يستطيع من خلاله
وقبل الحصول على الرخصة الدولية للريادة، أن يستفيد استفادة حقيقية وملموسة من خبرات المدربين،
سواءً من حيث التمويل أو التسويق، أو الموارد البشرية، أو دراسات السوق وغيرها، كل ذلك تحت مظلة جمعية ريادة الأعمال.


وتقدم الرخصة بعد ذلك خدمات الإرشاد بصورة مجانية للمتدرب، لكن شريطة أن يبدأ مشروعاً حقيقياً لمدة 3 أشهر.



ميزات حصول المبادر على الرخصة الدولية:

ومن المميزات التي تمنحها الرخصة للمتدربين؛ تعلُّم كيفية إنشاء المشاريع الصغيرة،
وتطوير المهارات الإدارية والقيادية للمتقدم، وتعليم مبادئ وأُسُس وضع خطة الأعمال باحترافية،
والتدريب على إدارة المشاريع وقيادة فريق العمل، وإتقان استخدام برامج الحاسب الآلي الخاصة بالأعمال التجارية،
والحصول على شهادة مرخَّصة لإنشاء المشاريع الصغيرة وإدارتها، وتوفير خدمات الإرشاد لمدة ثلاثة أشهر لأصحاب المشاريع الواعدة،
فهو برنامج مكثَّف لريادة الأعمال، يستطيع المتدرِّب من خلاله محاكاة كافة الظروف والأوضاع
التي قد يتعامل معها عند إدارته لمشروعه الناشئ، ليس هذا فقط، ولكن أيضاً
إعطاؤه الاستشارات المجانية أثناء قيادته لمشروعه؛ من أجل تسهيل كافة السبل أمامه للنجاح والاستقرار .




برامج “أمديست” لتطوير بيئة التدريب على الأعمال الحرة:

تلعب منظمة “أمديست” دوراً محورياً في تطوير بيئة التدريب على الأعمال الحرة؛
لتحفيز إيجاد الوظائف، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط
وشمال إفريقيا عن طريق وضع برامج متطورة واعدة، والتدريب على ريادة الأعمال.

وتقدم المنظمة برامج تدريبية عبر شبكة الإنترنت للروّاد الناشئين، وأصحاب مشاريع الأعمال الجدد في الكثير من الدول،
مثل: لبنان، سلطنة عمان، المغرب، تونس، والضفة الغربية.

ومن أبرز برامج المعهد؛ برنامج “التوعية بريادة الأعمال”،
وهو برنامج ريادي يقوم المعهد بتقديمه للنساء العربيات في الدول العربية والشرق الأوسط،
من أجل تطوير مهارتهن وتأهيلهن لسوق العمل كرائدات أعمال متميزات، يساهمن بشكل إيجابي
وبفاعلية في رفع معدلات النمو الاقتصادي لدولهن، علاوة على مكافحة البطالة
بالتنسيق مع جامعة ويلسون الأمريكية؛ حيث إنَّ تلك البرامج تم وضعها بناءً على أُسُس علمية من قِبَل أكاديميين متخصصين.

ومن أهدافه الرئيسة أيضاً: دعم الفتيات العربيات اللاتي يبحثن عن حياة مهنية جديدة
في مجال ريادة الأعمال، وتوفير التدريب قصير الأمد على مهارات القيادة والعمل التجاري والإدارة المالية،
والتركيز على الأنشطة العملية التي تستعرض وقائع العمل التجاري والتمويل؛ حيث أثمر البرنامج في صيف العام 2009م
عن تدريب 24 فتاة من دول الأردن، الكويت، لبنان، عمان، والإمارات العربية المتحدة في جامعة ويلسون.

وفي الإطار ذاته، شاركت “أمديست” في برنامج “التوعية بريادة الأعمال للشابات”،
وتم تجريبه في عمان، تونس، واليمن خلال العام 2009م أيضاً، وتم تدريب طالبات السنة النهائية في المرحلة الثانوية
على أُسس ريادة الأعمال؛ من أجل التوسع في تطبيق البرامج على الشابات في جميع الأعمار،
من أجل الاتساع في تسويق مفهوم رائدات الأعمال، ودورهن في الحياة الاقتصادية.


التجربة البحرينية لتدريب روّاد الأعمال:

انطلق برنامج “تدريب وتنمية رواد الأعمال” في دولة البحرين،
والذي يدعمه المركز العربي الإقليمي لتنمية وتدريب رواد الأعمال والاستثمار “الآرسنت”،
بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة البحرينية وبنك البحرين للتنمية، وجمعية سيدات الأعمال البحرينية،
وجمعية رواد الأعمال الشباب البحرينية، بدأ البرنامج بتدريب
وتنمية روّاد الأعمال بهدف تحفيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة منذ العام 2005م.

وانتقل البرنامج بعد ذلك إلى عددٍ كبير من دول الشرق الأوسط، وحصل على لقب “التجربة البحرينية لتدريب روّاد الأعمال”،
وهو يعمل على توفير العناصر البشرية المؤهَّلة التي تدعم روّاد الأعمال المحتمَلين،
وفتح آفاق التعاون مع المؤسسات الدولية المعنية بتسهيل وتنمية المشاريع الصغيرة،
وبذلك يكون هذا البرنامج هو الأكثر أهمية حالَ تحقيقه لأهدافه على المدى الطويل.

ويعد برنامج “تدريب وتنمية روّاد الأعمال” الخطوة الأولى لسلسلة متكاملة
من برامج تأهيل وتدريب الرواد؛ إذ تتكون المراحل الكلية للمشروع
من أربع مراحل رئيسة تصل في نهاياتها إلى مرحلة إنشاء شركات صغيرة ومتوسطة.

أما المرحلة الأولى من البرنامج؛ فتشتمل على تدريب روّاد الأعمال، وتنمية قدراتهم على أُسُس نظرية،
وإزكاء روح الإبداع داخلهم؛ إذ يؤكد القائمون على البرنامج
أن الكثير من الأفراد لا يمتلكون مهارات الريادة أو الطموح
لإنشاء عمل جديد، لكن من خلال الاختبارات السلوكية والذهنية يمكن تأهيلهم حتى يصبحوا رواد أعمال.

ويتم ذلك عبر برامج تنمِّي مهاراتهم الشخصية، وتزوِّد إحساسهم بالثقة والقدرة على الابتكار،
وإنشاء وإدارة مشاريعهم الخاصة، وإمدادهم بالمهارات المعرفية والمالية والتقنية،
وتحليل المدخلات والمخرجات، ومواجهة الأزمات المختلفة بنجاح.


الوصفة السحرية للنجاح من برنامج “حساء الحجارة”:

من البرامج التدريبية الناجحة: برنامج “تأسيس مشروع تجاري أو اجتماعي”؛
حيث تُوجَد هذه الدورة التدريبية عبر الإنترنت مجاناً،
وهي مستلهمة من كتاب “حساء الحجارة – الوصفة السرية لصنع شيء من لا شيء”،
وتتناول 26 عنصراً أساسياً لريادة الأعمال، كما توفِّر تصوراً شاملاً عن مؤسِّس المشروع الناجح.


بالإضافة إلى البرامج الطموحة التي سبق ذكرها، توجد عدة برامج أخرى ناجحة ومؤثرة وداعمة لرجال الأعمال، من أهمها:
– برنامج “ريادة الأعمال التجارية- إنشاء الأعمال التجارية”؛ تقدمه شركة أليسون (ALISON)،
ويتوافر مجاناً عبر الإنترنت، ويهتم بكشف خصائص روّاد المشاريع التجارية،
كما يُلْقِي الضوء على دراسة أبرز نماذج الأعمال التجارية، واستراتيجيات التسويق؛
من أجل إدخال المتدرب في جوّ من العملية، ومعرفة آليات السوق المختلفة، حتى تساعده على اختيار السوق المناسب للدخول فيه.

– برنامج “خصائص رجل الأعمال الناجح”، ويقدمه المؤسس المشارك Handspring،
وجيف هوكينز، وهو مهندس معماري
صمَّم الكثير من منتجات الحوسبة، مثل: بالمبيلوت والهاتف الذكي TreoTreo.

وهذا البرنامج يساهم في إعداد دورات تدريبية تؤهِّل لخوض غمار ريادة الأعمال.

ويتناول هوكينز في هذه الدورة استعراضاً تفصيلياً لحياته المهنية، وكيف أصبح منظماً،
وأهمية الإيمان بمنتجك الخاص، ويقدم دروساً في كيفية الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة،
وكيفية تصميم المنتجات الناجحة، وأهمية بحوث السوق، والاختبار المستمر للمنتجات.


ومن الأمور المهمة التي يشرحها؛ كيفية تكوين ثقافة تجارية جيدة، وإدراك سياسة الموارد البشرية،
وأهمية استخدام التكنولوجيا الذكية، فهو يقوم بتقديم خلاصة تجارية من أجل مساعدة الروّاد الصغار
على معرفة الصعاب التي واجهت الروّاد السابقين الذين نجحوا في تأسيس مشروعات ناجحة،
وكيف قاوموا تلك العوائق التي اعترضتهم بالفكر والتخطيط والعلم والعمل الجاد.

ويستهدف البرنامج بخلاف روّاد الأعمال الناشئين؛
رجال الأعمال، وطلاب كليات إدارة الأعمال، والراغبين في إنشاء أعمال تكنولوجية.

– برنامج “إنشاء الأعمال التجارية في بداياتها”، ويقدمه جي كاواساكي،
وكان أحد العاملين في شركة آبل عبر شبكة الإنترنت مجاناً،
ويعطي خلال هذه الدورة التدريبية دروساً فعَّالة عن المشاريع،
ولماذا يعتقد أن الشركات الأكثر نجاحاً هي التي تسعى إلى إحداث التغييرات الإيجابية في المجتمع.
كما يتناول تعريف نماذج الأعمال والمسار الوظيفي من البداية، وحتى يصبح المتدرب رجل أعمال، والدورة ذات أهمية كبيرة لأصحاب المشاريع الناشئة.