عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-2010, 04:55 AM   #1
nermine
مشرفة منتدى الأعمال
الصورة الرمزية nermine

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

nermine غير متصل

nermine is on a distinguished road
Post جريمة قتل النفس (1-2)



الحمد لله الذي بين للناس سبل الهدى والرشاد، وحذرهم من سبل الغواية والفساد، ونصلي ونسلم على نبينا محمد خاتم الأنبياء وخير العباد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم المعاد.. أما بعد: أيها المسلمون:

لقد حافظ الإسلام على الكليات الخمس الضرورية وهي: الدين والنفس والنسل والعقل والمال، ووضع الحدود والقيود التي تحافظ على بقاء تلك الضروريات، ففي سبيل حفظ الدين تزهق الأنفس المسلمة في الجهاد في سبيل الله؛ لأن حفظ الدين مقدم على حفظ النفس والنسل والعقل والمال؛ ولأجل الحفاظ على النفس حرم قتل النفس المسلمة بغير حق، وأمر بالقصاص في القتل، فقال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (179) سورة البقرة. وعن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه

- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)

1، فدم المسلم حرام وماله حرام وعرضه حرام. وقد صان الإسلام الدماء والأموال والفروج، ولا يجوز استحلالها إلا فيما أحله الله فيه وأباحه، وقتل المسلم بغير حق من كبائر الذنوب، والقاتل معرض للوعيد، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن قتل النفس بغير حق فقال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ} (33) سورة الإسراء.

وحفاظاً على النفس المسلمة البريئة من إزهاقها وقتلها بغير حق نهى رسول الله عن الإشارة إلى مسلم بسلاح ولو كان مزاحاً سداً للذريعة، وحسماً لمادة الشر التي قد تفضي إلى القتل، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار).

2 وفي رواية لمسلم قال: قال أبو القاسم: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينزع، وإن كان أخاه لأبيه وأمه.

3 فإذا كان مجرد الإشارة إلى مسلم بالسلاح نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحذر منه ولو كان المشير بالسلاح مازحاً، ولو كان يمازح أخاه من أبيه وأمه؛ لأنه قد يقع المحذور ولات حين مندم، فكيف بمن يقتل الأنفس البريئة ويروع المسلمين ويرمل النساء وييتم الأطفال، ويستهدف أرواح الأبرياء، فيقتل الأنفس المسلمة بغير حق، فيالها من جريمة نكراء، ويالها من بشاعة تقشعر منها الأبدان! فكم سمعنا وسمع غيرنا عن قتل نفس مسلمة من أجل بعض الريالات، ونفس من أجل لعاعة من الدنيا الفانية، أو من أجل سبة، وغير ذلك من التفاهات. فيا عباد الله: أعلموا أن المسلم دمه معصوم وماله معصوم، ولا يجوز استباحة دماء المسلمين وأموالهم إلا بحقها، بل لا يجوز الإشارة إلى المسلم بالسلاح، لأن الشيطان قد ينزع في يده فيقتل نفساً بخير حق، فيتحمل الوزر عند الله، ومعنى ينزع أي يرمي فيقع الفساد.

4 أيها المسلمون: إن جريمة قتل النفس المسلمة جريمة كبرى، وداهية عظمى، فقتل نفس بغير حق فساد في الأرض عريض، وهو كقتل الناس كلهم، كما قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا..} (32) سورة المائدة. ولقد حق غضب الله ولعنته على من قتل مؤمناً بغير حكم شرعي، وحق مرعي، قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء.

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا *إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} (68-70) سورة الفرقان.

إن النفوس المحرمة غالية عند الله، لها وزنها وثمنها، حتى ولو كانت النفس طفلاً صغيراً، كما قال تعالى: {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ*بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} (8-9) سورة التكوير. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات)

،5 فذكر قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله تعالى قال: (أن تجعل لله نداً وهو خلقك) قال: ثم أي؟ قال: (أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك) قال: ثم أي؟ قال: (أن تزاني حليلة جارك)، فأنزل الله تعالى تصديقها: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ...} الآية (68) سورة الفرقان.

6 وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)، قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: (لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه).

7 قال الإمام أبو سليمان رحمه الله:
هذا إنما يكون كذلك إذا لم يكونا يقتتلان على تأويل إنما يقتتلان على عداوة بينهما وعصبية أو طلب دنيا، أو رئاسة أو علو، فأما من قاتل أهل البغي على الصفة التي يجب قتالهم بها أو دفع عن نفسه أو حريمه فإنه لا يدخل في هذه لأنه مأمور بالقتال للذب عن نفسه غير قاصد به قتل صاحبه، إلا إن كان حريصاً على قتل صاحبه. ومن قاتل باغياً أو قاطع طريق من المسلمين فإنه لا يحرص على قتله، إنما يدفعه عن نفسه فإن انتهى صاحبه كف عنه ولم يتبعه.

فإن الحديث لم يرد في أهل هذه الصفة، فأما من خالف هذا النعت فهو الذي داخل في هذا الحديث الذي ذكرنا. والله أعلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)،

8 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)،

9 وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء).10 وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا).

.11 وقال صلى الله عليه وسلم: (الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس واليمين الغموس)

،12 وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في النار.

13 هذه نصوص شرعية تحرم التعرض للنفس المحرمة، وهي فيض من غيض وقليل من كثير في بيان توعد الله تعالى لقاتل النفس بغير حق. اللهم إنا نعوذ بك أن نصيب دماً حراماً، اللهم اعصم نفوسنا من كبائر الذنوب وعظائم الأمور، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ربنا اغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم.


يتبع






تستطيع أن تنشر الموضوع قي حسابك على  الفيس بوك وتويتر

التوقيع



رد مع اقتباس