عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2006, 02:00 AM   #3
~*الفراشـــــة*~
الغالــــية
الصورة الرمزية ~*الفراشـــــة*~

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

~*الفراشـــــة*~ غير متصل

~*الفراشـــــة*~ is on a distinguished road
افتراضي

[align=center]’،؛ فـنـجاننا الثاني ؛،’



نص للكاتبه شهر زاد ، ما حاز على جائزه او مرتبه
لكن حاز على مكانه في داخلي ، كاتبه مبدعه حقاً




/







التقـته ، و هي في الثلاثين من عمـرها ، في وقت ظنـت انها فقدت القدرة على الحب و الحلم و الامل .
و أشياء اخرى تحتاج إليها المراة في منتصف العمر ، و بعد ان ذاقت من الاشياء امرها ، و بعد ان مرت بظروف حملتها من الالم فوق طاقتها و بعد ان اتسعت الفجوة بينهـا و بين الفرح ، و اصبحت من مستحيلات حياتها .

عندهـا ، جاء هو بقـلبه الكبيـر ن و ببحور حنانه الباحثه عن انثى تكون نصف قلبه الاخر ، اقترب منها كالاحلام الهادئة ، عشقها بصدق .. بصدق فرسان الحكايات القديمه . طرق بابها في اشد مراحل عمرها ظلمـة ، ليمنحها باقة من النور . لم يكن آخر اطواق النجاة بالنسبه اليها ، بل كان الشاطئ و القبطان و السفينه .

غـيرها تـماماً .. نسفها داخليا و خارجيا ، لون كل المساحات السوداء في داخلها . تعلقت به تعلق الام بطفلها و تعلق الانثى بفارسها و تعلق الانسان بوطنه ، و شعرت معه بأمان لم تشعر به طيله سنواتها .

اقترب هو من اعماقها اكثر ، ملأ احساسها كالدم و ملأ حياتها كالهواء ، كانت تنام على وعوده و تستيقظ على صوته . تمادت معه بأحلامها ، منحت نفسها حق الحلم ، كسواها .

حلمت بأطفال بعدد نجوم السماء ، و بقدرة الهية تهديه اياها و في ليله تجمعهما في جنه فوق الارض تعيش فيها معه .

كان رجلا رومانسيا ، شفافاَ ، بادلها احلامها بنقاء ، لم تكن بالنسبه اليه حكايه يسعى الى انهاء دوره فيها ، و لم يكتبها رقما في اجندته ، و لم يسجلها موعـداً قابلا للانتهاء . كانت شيئاً مختلفا ، احساسا آخر ، و إمرأة لا يمكن ان يتصور حياته بدونها .

اعتادت وجوده في حياتها ، تماما كما اعتاد هو وجودها في عالمه . كان احساسهما طاهرا نقيا ، لم تدنسه مواعيد الغرام و لم تلوثه اللقاءات المحرمه ، كان يصونها كعرضه و كانت تحفظه كماء عينيها .

سألها يومـا : ماذا لو خنـت ؟
قالت : سأقتلك .. !!
قال : و ماذا لو مت ؟
قالت : ستقتلني .. !!

عندها ادرك انها إمرأة .. ترفض الحياة بغير وجوده ، فتمسك بحياته اكثر و تمنى ان يعيش ابدا كي يجنبها الم فراقه و فجيعه رحيله .

منذ ان عرفته و هي تعشق المساء جدا ، ففي المساء يأتي صوته حاملا لها فرح العالم كله . و يعيدها رنين هاتفه الى الحياة التي تفارقها عن يفارقها . و ما ان ترفع السماعة حتى يبادرها قائلا
أتحبينني انا اكثر ؟ ام انا اكثر ؟
فتجيبه بطفوله إمرأة عاشقة : احبك انت اكثر .. من .. انت .
ثم يتجولان معا في عالم من الاحلام الجميلة .

و لكن هذا المساء ، انتظرت صوته كالعادة و مرت الدقائق و تلتها الساعات شيء ما في قلبها بدأ يشتعل ، شيء ما تتجاهل صوته و لكنه يلح ، شي ما يصرخ فيها انه لن يعود . و شيء ما اوقظ في داخلها كل شكوك و ظنون الانثى في لحظة الانتظار .
ترى ؟؟ هل نسي ؟؟ هل خان ؟؟ هل .. رحل ؟؟
و مع اول اشعاع نور الصباح ، حادثها احدهم ليخبرها بضرورة وجودها بالمستشفى لا احدهم يصر على رؤيتها قبل دخولها غرفة العمليات .

و هناك التقته .. باسما في وجهها كعادته رغم الالم قال لها : سامحيني .. اعلم ان رحيلي سيسرق منك كل شيء و اعلم كيف ستكون لياليك بعدي و اعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك و اعلم انه لا شيء يملأ الفراغ خلفي و اعلم كم ستقتلك البقايا و اعلم كم ستكسرك الذكرى و اعلم تحت اي مقاصل العذاب ستنامين و اعلم كيف ستبكين و اعلم اني خذلتك و اعلم انك ستغفرين .. !!

و مضى الى مصير تجهله هي ، كانت رائحة الوداع تملأ حديثه لكنها تعلقت بأخر قشة من الامل و انتظرت .. و انتظرت .. و انتظرت ، و كانت تردد بينها و بين نفسها ماذا لو رحل ؟؟
ماذا سيكون لون حياتها ؟ بل ماذا سيتبقى من حياتها ؟
لم تحتمل ثقل السؤال ، فجلست فوق الارض . ما عادت قدماها تقويان على حملها ، استندت الى الجدار .. في انتظار حكم الحياة عليها .

و من بعيد لمحته يأتي يتقدم نحوها ، انه الطبيب الذي اجرى العملية ، تمنت ان يقف مكانه ، ان لا يتقدم اكثر ان لا يفتح فمه بنبأ رحيله ..
دقات قلبها تزيد ، انفاسها تتصاعد .. ترى !!
هل رحل ؟
اغمضت عيناها ووضعت يديها على اذنها ، لا تريد ان تسمع .. لا تملك القدرة على سماع نبأ كهذا .

لا احد يعلم كم من الوقت مر حتى وصل الدكتور اليها
ربما لحظات .. و قد تكون سنوات ، لكنه اخيرا وصل ووقف امامها باسما .. قائلا : كتب له عمر جديد يا سيدتي ، نجحت العمليه و سوف يعيش بااذن الله .

و انتظر ان ينطلق منها صوت الفرح ، لكنها صمتت لم تنطق ، و لن تنطق ابدا .... لقد رحلت .. قتلها خوفها و الانتظار و الترقب .



::

الكاتبه شهر زاد
مجلة زهرة الخليج

إنتقاء مُختلِف
[/align]






رد مع اقتباس