غـربــة فـكــر...بدأت من غربة المكان...!!
(أسـدل سـتار الأمـل المهـترئ، وتجمـعـت قـطـرات الحـزن فـي قـاع الـفـكر.
حـزم الرحـيل. حـمل مـعـه حـلمه الصغـير، وحقـيبة وداع قـد وسمـت بأسـماء عواصـم الاغـتـراب.
وما يلـفت الانتـباه لحقيـبته ملـصـق كتـب علتيه أحـلام قابـلة للانصهـار.
الإعـلان الأول عـن الرحـلة المتـجهة مـن مطـار أرخبـيـل الـوهـم إلـى صـبر سـتان.
تلـك وجهـته، ولكـنّ شـيئا ما استـوقفـه واستحـوذ علـى تفكـيره: طفـلة تلـهو بجـانب أمهـا النائـمة،
لا ليـس الطفـلة مـن شـد انتـباهـه،
بـل أمهـا النائمـة بكـل عـفوية، متـحدية روح الصخـب السائـد.
إبتـسم بسـرور وأخـذ متاعـه متتجهـا إلى بوابـة السفـر.
الإعـلان الثـانـي جـاء بلـهجة تحـذيريـة ممـزوجة بقـليل مـن رجـاء. صـعـد الطائـرة.
ومضـت إشـارة ضـبط النـفس استـعـداداً للـضيـاع.
جـاء صـوت المـضـيفة الرقـيق معـلنا وجهـة السفـر وكـم سيمـضي مـن عمـر للوصـول.
كابـتن الطائـرة يـتمـنى للمهـجرين رحـلة سعيـدة.)
أسأل الله عز وجل أن يمد في أعمارنا لكي نعود لأوطاننا فقد مللنا الغربة وسئمنا الحياة في البعد عن ديارنا...هي أرشفة أصبحت حقيقة ..فأظنانا التعب!!