عـندما كنـت صـغيرا
حدثتـني جـدتي ذات مسـاء
فـروت أسـطــورةً
مـن حـكايـاها العـظـام
كـل هـذا كـي أنـام
جـذبتـني ثـم قـالـت
يـابــني
ذات يـومٍ سـوف نفـنى
وبـأيديـنا سنـفنى
وعـسى تنـجوفتـكبر
فتـذكر
*
*
*
قـلت مـاذا؟
أخـذت تنـظر فـي الأفـق
وقـالـت
ذات يــوم
لـن تـرى قـط ابتـسام
أو تـرى لـلصـدق ومـض
أو تـذق صـدقا جـفـون الـعـين غـمـض
عنـدما تـقدح نـار الـموت من ظـل الحـمام
عنـدما تخبـو قـناديل الكـرام
لن تـجدغــير الظـلام
وأساطيـل الخــراب
عنـدما يـنعـق فـي تيـهٍ عـلى أشـلاءنـا
فـي ثـرى الـمجدغـراب
*
*
قلـت آه ثـم آهٍ
جـدتي بـالله قـولـي
مـا الـذي تعـنين قـولـي؟
اسـتدارت واذا بـالـدمـع فـي العيـن يـدور
جـذبـتنـي ثم قـالــت
أصـغ ْ لـي
أصـغْ بنــي
أبـدا مهـما يـكـن
لا تـظـن الـسلـم مـن أخـلاق ذئـب
أو تـظـن الـبِر قـد يـولد يـوما
صـادقا مـن صلـب كـذب
أو تـظـن الشـمـس مـن مغـربـها تـشرق يـوما !
ذاك ميـعـاد الـقـيامـة
أو تـظـن الأمـر صـدقـا
إن رأت عـيناك يـوما كـاذبـاً
يلبـس جلبـاب الشـهامـة
يـا بـني
لا تـصـدق أبـدا
إن قيـل يـومـا
أن بيـتا عـامـرا والـسلم فـي أرجـائـه
قـد ضـم ذئـبا
وبـه قـد قـادت الـسرب حـمـامـة
*
*
*
بـابنـي
ذات يـومٍ
وقـريـبا سـوف يـأتـي
سـترى الأنهـار تـجري بـالدمـاء
وتـرى الأنجـم تـرمـي شـراً يأتـيك مـن بطـن السـماء0
قلـت آه زدتينـي رعـبا فـما هـذا الـذي تـرويـنه
يـاجـدتي
ومـتى يـأتـي الـذي قـد قلـتِهِ ؟
أو لـعل الأمـر تصفـيف كـلام فـي حكـايـة
كيـف لـي أن أعـرف المـقـبل مـن أحـداث فـي تـلـك الـرواية ؟
جـدتي حـقـا سيـأتي؟
جـذبتـني وهـي تـبـكـي
ثـم قـالـت
أي بنـي
وسـيأتي عـندما نـسلم لـلحاقديـن الزمـام
وسـنفـنى
عنـدما يـأتـي إلـى الـشـرق حمـام المـوت
فـي ثـوب السـلام