[سحربحري]

السكر في الدم تُعدّ الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مصدر الطاقة الرئيسيّ في الجسم. وتتحلل تلك الأطعمة بعد هضمها إلى سكر الجلوكوز الذي يرفع مستوى السكر في مجرى الدم. ويساعد تناول وجبات منتظمة وموزعة على مدار اليوم على الحفاظ على مستويات الطاقة دون التسبب بحدوث ارتفاع كبير في مستويات السكر في الدم.
ومن الجدير بالذكر أنّ مستوى السكر في الدم يُنظّم من خلال عمل هرمونين أساسيين، هما: هرمون الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin)، وهرمون الجلوكاجون (بالإنجليزية: glucagon) الذيْن يُفرزهما البنكرياس. ويُفرز الإنسولين بواسطة خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس استجابة لارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، ويؤثر الإنسولين في عدد من الخلايا من بينها العضلات، وخلايا الدم الحمراء، والخلايا الدهنية؛ حيث تمتص هذه الخلايا الجلوكوز من الدم، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي.
أمّا الجلوكاجون فيُفرز بواسطة خلايا ألفا الموجودة في البنكرياس استجابة لانخفاض مستوى الجلوكوز في الدم؛ فعندما ينخفض ***8203;***8203;مستوى السكر في الدم بين الوجبات وأثناء ممارسة التمرين يزداد إفراز الجلوكاجون الذي يؤثر في العديد من خلايا الجسم، وخاصة خلايا الكبد، حيث تتمثل وظيفة الجلوكاجون في زيادة إطلاق الكبد للجلوكوز المخزن في خلاياه إلى مجرى الدم، مما يسبب زيادة نسبة الجلوكوز في الدم.، إضافة إلى أنّه يُحفّز الكبد وبعض الخلايا الأخرى كالعضلات على إنتاج الجلوكوز من بعض العناصر الغذائية الأخرى الموجودة في الجسم مثل البروتينات.
معدل السكر الطبيعي للرجل بعد الأكل تجدر الإشارة إلى أنّ ارتفاع مستوى السكر بعد الأكل يعتمد على العديد من العوامل، والتي من بينها: كمية الكربوهيدرات، والمكونات الأخرى للوجبة. ويكون تركيز الجلوكوز في الدم بعد الصيام لمدة 8-10 ساعات، ما يُقارب 70-110 ملغ/ديسيلتر لدى الأفراد غير المصابين بمرض السكري، وتبدأ مستويات الجلوكوز في الارتفاع بعد ما يقرب من 10 دقائق من البدء في تناول الطعام؛ نتيجة لامتصاص الكربوهيدرات الغذائية، وتصل إلى ذروتها بعد 60 دقيقة تقريباً من البدء في تناول الوجبة، وهنا نُشير إلى أنّ الحد الأقصى من مستويات الجلوكوز نادراً ما يتجاوز 140 ملغ/ديسيلتر. ويعود تركيز الجلوكوز في الدم إلى المستويات التي كان عليها قبل الأكل لدى الأفراد غير المصابين بالسكري خلال ساعتين إلى ثلاث ساعات، في حين أنّ امتصاص الكربوهيدرات يستمر لمدّة تتراوح بين 5-6 ساعات على الأقل بعد تناول الوجبة الغنية بالكربوهيدرات.