رد: لا أحــد سواااي
فـي سطـح مـنزل ٍ لـم يكتـمل بـناؤه وقـفت حائـرة تصـرخ تستـغيث
وتـتذمر’ ألـما ًوجـوعا ً.. لعـل أحـد الـمارة يستجـيب’ لـذلك الـنـداء
الـذي يـبعـث فـي القـلب الشفـقة والرحـمة لـما آلـت إلـيه مـن حجـزهـا
وحبسهـا فـي مـكان ٍ كهـذا !
لكـن : لـم يـأبه أحـد لـصراخهـا ومناجـاتها لربـما يعـود ذلـك لإختـلا ف
تكوينهـا الخـلقي وعالـمها المختـلـف عـن عـالمنا
لأنهـا تـنتسب لمخـلوقات ٍ أخـرى .. إنمـا لا يمـنع ذلـك مـن مساعـدتها
ثـلاث أيـام ٍ مـضت وهـي عـلى هـذا الحـال من النـحيـب والمـعاناة
لاشـك بـأن حـبالها الصـوتيـة أنهـكها التعـب وخـارت قـواها !
بصـرف النظـر عـن قـصتها الغامـضة والتـي لا تبـدو واضـحة
المـعالم فـقد أوجـد الله سبـحانه وتـعالى الرحـمة فـي قـلوب العـباد
ليساعـدوا مـن يحـتاج إلـى مناصـرتهم من الضـعفاء الغـير قـادرين
عـلى خـلاص أنـفسهم مـن مـا مـأزق ٍ قـد يقـع بـهـم يعيـق حركتـهم
ويحـدث خـلل فـي تـفكيرهم .
عـندما تنـظر إليـها تـرى الحيـرة والقلـق باديـان على وجهـها
الصغـير وبريـق عـيناها الواسعـتان المائـل
إلـى الزرقـة تحلـق بهـما فـي الأفـق البعـيد
عـلى حافـة السطـح أخـذت تجـول ببـصرها يمـينا ًويـسارا ً
تتـقدم خطـوة ومـن ثـم تعـود للخـلف خـوفـا ًمـن السقـوط لأسفـل
الأرض مـما يجعـلها بقـايا عـظـام ٍ متـناثـرة تـنهشها غـيرها مـن
المخـلوقـات الأخـرى
هـي تـريد النجـاة .. لكـن لا تقـوى عـلى ذلـك .. تبحـث عـن مخـرج
لكـن الأبـواب موصـدة أمامـها .. أملهـا يكـمن فـي إنـسان ٍ يفـك أسـرها
ويطلـق سـراحهـا .. عجـزها عـن النطـق حـال دون ذلـك ولـم تجـد
مخـرج سـوى ذلـك " الـمواء " الـذي تطلـقه بـين حيـن وآخر...
لمـناجـاة الآخـرين .
دعـواتي أن تخـلٌصَ مـن حبـسها لتعـيش حـرة طليقـة
تـمارس حـياتها مـثل ما تشـاء .
وفـي الصحيـحين ( دخـلت امـرأة النـار فـي هـرة حبـستها فـلم تطـعمها ولـم تدعـها تأكـل مـن خشـاش الأرض)
|