عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2010, 11:56 PM   #16
شهد الحياة
مشرفة منتدى الأعمال
الصورة الرمزية شهد الحياة

المعلومات





آحدث المواضيع


الاتصال

شهد الحياة غير متصل

شهد الحياة تم تعطيل التقييم
افتراضي رد: انا معجبة بهذا الشاب الصغير وانقل هذا الأبداع لكم

( صـلاةٌ داخــلَ جـسـدْ )






مارتن ميـردن , كهلٌ في السبعينـاتِ منْ عمـره مريضٌ بمـرضِ القلـبِ الخبيـث , يعـيش في إحـدى أريـافِ الجمـهورية الأمريكيـة والتي تبتعد عن مدينة نيويورك ساعتين , مارتين


ميردن غـادرت عنـه زوجته قبل عشـر سنـوات منذ أن بـدأ الكبـرُ يغـزوه .. لهُ مِنَ الأبنـاءِ ولدٌ وبنْتـان ..


يعيشـان في المديـنة وتركـوه في الريـف وحـده كي يلقـى حتـفه هنـاك


لما كانت النوبـة القلبيـة تـدب في جسـد مارتن كان يتـحــامل على نفسـه قليلا ..


ظـل مـارتين في كـوخـه المـعجـون بالحـزنِ والآلام , يشـربُ من ذبــولِ الوردِ ويــقْتـــاتُ مـن بُـــؤْسِ الخَــرِيــفِ , كــان

يتــقــشَّـرُ كـلَّ يـوم , ويــتناوبانِ عــلى شــربهِ شــفتا الزوبـــعةِ والسكــون .. لــم يتـبقَ فيــه ســوى بعـــض من الـرمــلِ الذي

لا زال متــمـسكـا بــعظمــه الذي يكــاد يتـفتت من شدة وهـنه .. لكـنه كـان يتــلو عليـه تــعاويــذ القــوة
فينــطـاع ويتمـاسكـ ..


في أحد الأيام وبينما هو جالس على كرسيه الخشبي .. يتناول كوبا ساخنا من القهوة

أتتـه تلكـ النوبة الخــبيـثـة , وقد كان جسده خائر القوى واني العظام


لم يستطع مارتن مقاومة تلك النوبة فخر على تلك الطاولة مستسلما للموت ...


مات ذلكـ العجوز المسكين .. وفي عينـه حشد من الألم ..


في قلبه أثر لطعنات أقـاربه الذين كانوا ( أنانيين معه )


بعـد وفـات ذلك العجوز وجـدت على طاولتـه الخـاصـة أوراق مبـعثرة


مكتوب عليـها ( موتي وحياة الجرح في الآفاق )


~~~~~~~


آه علـى هذه الحـياة الجدباء آآآآه


نعشـق إنسانة ونبني معها لبنات الآمال وقصور النشوة والعـشـق

لكنها للأسف كانت تلتحف بلحاف المين والخداع , فهي لم تكن تحبنا إلا لشهوةٍ ملعونة

أو مالٍ زائـل , أو جمـالٍ يتقشـر في فصل الكبـرْ ..
( أحدنا هو الأحمق )



نضخ بعضـا من الروح في مخلوقات .. سماهم الناس ( أبنـاء لنا )
أهم حقا أبناء ؟؟ إذن أين هم ؟ .. لا لا هم ليسوا كـذلكـ , هم أشبه بالحمائـم
حينمـا تحتضنها في قفص صغيـر , ثم تفتح لهن الباب , سيتطايرون
حمامـة غب حمـامة , هم هكـذا الأبناء , ما إن يشتد عودهم , يفتـــحون باب
الجـفاء والقـسوة ويغـادرون مغـلقين باب الحب والآمال في وجـوهـنا ..
( أحـدنا هو الأحمــق )



ذهـب الجميـــع وبقيت وحدي هنــا , متــوحدا مع الآلام والجــراح , بفمـي كلمة وداع , يا تــرى لمن سأقولــها ؟ لا أحد بجانبي أهمس بها في أذنه , لكن ســأقولها .. نـعم سـأقولـها


لمن يستحقــها .. نـعم يستحقـها أكثــر من غيــره ..


أيـــتها الأقــلام وداعــا جسدي متــعب وسيرتـاح قريبا بعيــدا عنكم ..

أيـتها الأوراق .. وداعــا .. آخــر نفثــة أنفثها فيكِ .. ستكون اليوم
أيتها القهوة وداعـا .. آخـر رشـفة أرتشـفها من صاب العذاب ستكون اليوم


أقلامي .. أوراقي .. قهوتي .. ضـرب الغـراب نـاقوسـه .. لينبـئني


بقدوم النوبــة القلبيــة إلي كي تصــلي صلاتــها في مســجــد أعمـــاقــي
ولم تتبق في جـسدي قـوة تمـنع تلك النوبة من الصلاة
حتـما ستـأتي لتتوضـأ من روحي , وتــصلي في كـــامل جســدي ..


آآآآآآه


( حبـــرٌ متبعـــثر )

( قلمٌ مكــسور )

( قهــوةٌ متـنـاثـرة )


متمرد على الزجاج






رد مع اقتباس