[شهد الحياة]

( مسبحة متناثـرة )




في كل يومٍ للأسى سمـرُ


وأنـا الضحيـةُ هكـذا القـدرُ



أبقى وحيـدا والشموعُ تُذِيبني
بالدمعِ نحْكـي ثم تندحِـرُ



الطين يشربُني , ويصلبُنِي على
رمضاءِ كلِّ قصائدي الحجـرُ



النـاسُ موتى كلُّهـم يستنشقـون
براءتـي وزفيــرُهـمْ كَـدَرُ



أمـشي ويذوي في الطريقِ عـلى الثرى
فجـْري فكـل أشعَّتـي صُورُ



وصداقتي كـانتْ شذى أكـذوبـةٍ
اليوم فـاحتْ .. والشـذى قـذرُ


كم قدْ رسمْنا في المـوائِـدِ عهـدنا
وصدقْتُ في عهْدي وهمْ مَكَـرُوا



لمـَّا وصلنـا للصـراط رمونني
وهويتُ في جبٍّ وهُـم عَبَـرُوا



جبُّ تلحَّف باللظـى .. في جـوفه
ماءٌ ترعَّفَ صابـَهُ السـهرُ



قدْ كنْت إذْ مخـرُوا عُبَابَ الليْـلِ
أشـرعـةً لهـمْ حـتى إذا حضـروا



وأنـا مَخَـرْتُ .. ولا شِـرَاعَ .. وجـدْتُهُمْ
قد جَـهَّزُوا كَفَـنِي ومـا مَخَــرُوا



يبغُونَ نفْـيَ ملامحي .. لكنني
لمْلمْتُ جُرْحِي بُغْيَتي السَّفَـرُ



أبني رُفَـاتِي في المديـنةِ قـاربا
والناس حين رأونني سَخِـرُوا



مـا بالهـمْ ؟؟ والحـزنُ غيمٌ فوقـهمْ
ما يفـعلـون ؟؟ إذا ذوى المطـرُ



حيث المنـافي وجـهتي في عـالمٍ
كل الثرى منـفى كـذا البشـرُ



والآن في كـوخـي ( أسير المحبسيـن )
ألوكُ جرحي , دمْعتي سُررُ



النـايُ ينْشـدُ في الغُصُـونِ قصائـدي
والليـلُ يَـعْزِفُ إننـي الوتـرُ



فـوقَ التـرابِ جثـوت والآلامُ تـعصـرني
فذبت عُصَـارَتِي صَبـِـرُ



وانـي الأديـمِ تـقدُّني بـعضُ النـسائـمِ
بسمـتي والنـورُ ينـهمـرُ



وسجـائِـرِي بعـضُ الهمـومِ أُذِيبُـهَا
بِفَمِي فتحـيى ثم أنـْصَهِـرُ



ما حيـلتي إلا ببعضِ تـأوهٍ
حـتى أنـامُ وسـادَتي القمــرُ

متمرد على الزجاج