ماأشقـى إبـن آدم
ما أشـقى ابـن أدم حـين يحـيا الضـياع حـين يفقـد نفــسه وفقـدان النـفس هـو السـبيل المضـمون لـلضياع بـكل مـعانيه وكـل فـراغاتـه وكـل سـوءاتـه.
حيـن يعيـش منـا الإنـسان بـلا هـدف لا يحـاول الصـعود مـن القـاع إن كـان متـرديـاً فيـه .
ما أشـقى ابـن أد م حـين يـكون الـداخـل منـهاراً يفتـعل الضـحك والتمـزق يـسري بـكل داخـلياته وعـروقه ولحـمه كأنهـا أسـنان التـماسيح نشـبت بلحـمه وعـظامه.
ما أشـقى ابـن أدم حـين ينـام ضـميره فـيرضى الـهوان لأخيـه الإنسـان ويرضـى الـذلة لأخيـه الإنسـان ويـرضى الـشقاء والتـعاسه والحـسرة والـهم والـغم وهـو قـادر عـلى أن يـنتزعه مـن وسـط كـل تلـك الأشـواك .
ما أشـقى الإنـسان الـذي يعيـش فـي حـدود المـاضي لا يحـاول تخـطيها ويحـبس نفـسه عـلى أمـسيات الـماضي ونهـاراته ويعـيش مـع مـواكب الذكـريات يـطلق لهـا وحـولها البـخور .
ما أشـقى إبـن أدم حـين يسـتسـلم لفـكرة أن حيـاته كلـها هـي مجـرد هـذا الأمـس الـذاهب حـتى لـو كـان الأمـس يحـوي النكـبة الكـبرى.
ما أشـقى ابـن أدم إذا عـاش فـقط للمـادة يسمـع الألحـان لا يسـتجيب لـنداءات الـروح لارهافـات النـفس الشـفافة التـي يمـتلكها وهـوا لا يـدري فيـظل يعيـش للـريال والـدرهم والـدينا يكـتنز ويـكتنز ثـم يـموت تـاركـاً كـل شـيء مشيـعاً باللعـنات وربـما الـتي هـي فـي النـهاية ليـست مـن القـلب .)