منتــدى الأعمـــال - هل يكون مشهد احتراق الأطفال الثلاثة في غزة هو الأخير؟؟

غزة - دنيا الوطن
مشهد مأساوي مروع,يتجسد في إطار المآسي التي يعاني منها الأهل في قطاع غزة بلا انقطاع ,راح ضحيته ثلاثة أطفال في مدينة دير البلح ,وسط قطاع غزة ,هم )صبري,نادين وفرح)من آل بشير وهذا جراء اشتعال شمعة كانت تبعث النور في ظلام المنزل حيث اشتداد أزمة انقطاع الكهرباء التي يعاني منها ,بجانب الأزمات الأخرى أهلنا في قطاع غزة....مأساة احتراق الأطفال الثلاثة فرضت نفسها على حديث الناس واشغلتهم كثيرا والذين سارعوا إلى استرجاع ذكرى أطفال د.نسيم أبو جامع الثلاثة الذين احترقوا بفعل انفجار مولد الكهرباء آنئذ ولقد سبق لنا وان كتبنا وتساءلنا :من الذي ادخل مولدات الكهرباء وجالونات البنزين إلى غرف نومنا ؟واليوم نتساءل مرة أخرى :إلى متى سيلجأ الناس إلى استخدام الشموع في إنارة منازلهم كي يراجع أبنائنا الطلاب دروسهم مع ما يرافق ذلك من خطر عدم مراقبة الشموع وهي تنصهر ليلا ؟والى متى سيبقى الناس منشغلين في الاصطفاف طوابير طويلة أمام محطات الوقود للحصول على ما تيسر من بنزين بعد جهد وعراك لا يتوقف بين المصطفين في هذه الطوابير التي بدأت تفرض نفسها على مناحي الحياة في غزة؟؟
اليوم الأطفال الثلاثة (صبري ,نادين وفرح) ضحايا المعاناة التي يعيشها أهلنا في غزة وبالأمس قضى أطفال د.أبو جامع بفعل انفجار المولد الكهربائي وغدا الله وحده هو الذي يعلم طبيعة المشهد المأساوي القادم....في مقال سابق كتبنا وحذرنا من الأزمات الخانقة التي تلقي بظلالها على أهلنا في قطاع غزة وتحيل حياتهم إلى جحيم لا يطاق جراء النقص الكبير في الكهرباء , البنزين,السولار وغاز الطهي..هذه الأزمات التي تقود إلى شل حياة الناس في سعيهم لكسب قوت يومهم والأخطر من ذلك أن حديث الناس بدأ ينصب ويتمحور في جدل متواصل حول هذه الأزمات المعيشية بعيدا عن الانشغال بتطورات القضية الوطنية الفلسطينية وكيفية السعي للتخلص من الاحتلال الذي يتنكر للحقوق الفلسطينية المشروعة مستغلا بذلك كارثة الانقسام الذي يسعى إلى تعميقها بكل ما أوتي من قوة .
لقد أحسن الرئيس أبو مازن صنعا عندما اتخذ القرار السريع باعتماد الأطفال الثلاثة ضحايا واقعة الاحتراق في دير البلح شهداء للثورة والشعب والوطن مع مد يد العون لعائلة الشهداء الأطفال وهذا من موقع مسؤوليته كأب ورئيس للشعب الفلسطيني بكامله في ارض الوطن المحتل وفي الشتات وهذا ليس غريبا على الرئيس أبو مازن الذي يواصل بلا كلل الجهود من اجل انجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام,على الرغم من كل العقبات التي تعترض الطريق بين الحين والآخر, وإعادة توحيد كل الجهود الوطنية وتصويبها نحو كنس الاحتلال وتمكين شعبنا من الظفر بحقه في الحرية والاستقلال .